"الهبوط الاضطراريّ" هل يُضحي هُبوطًا اضطراريًّا؟
وبغضّ النّظر عن كيفيّة حصول هذا النّوع من البرامج على التّراخيص اللاّزمة للإطباق على ضحاياه، وعن جوازِ مَنحِ هذه التّراخيص، ومشروعيّتها، على اعتبار أنّ أمثالَ هذه البرامج يستهترُ بكرامة الإنسان، ويُؤذيه في صحّته، نتساءل:
كيف يُسمحُ لبرامجَ كهذه أن تُحوّلَ تعبيرَ ضحاياها عن مشاعر الخوف، وردودَ فِعلِها تجاه الموت المحتَّم، سببَ استمتاعٍ للمشاهدين، ولذّةٍ عند المتابعين؟
ومَن يتحمَّلُ مسؤوليَّةَ التّلاعُبِ بأعصاب الرّاكبِ الضّحيّة، والاستهتارِ بمشاعره، والإساءة المتعمّدة لصحّته النّفسيّة والجسديّة، ولاسيّما إذا ما أصابَه مكروهٌ؟
وهل يمكنُ أن يتحوّلَ "الهبوطُ الاضطراريّ"، وهو اسم أحد البرنامَجَين، هبوطًا اضطراريًّا حقيقيًّا، بسبب تعرّضِ أحد المتلاعَبِ بمشاعره لتشنّجٍ عصبيّ، أو إغماءٍ طويلٍ، أو نوبةٍ قلبيّة؟؟؟
وأمّا إذا كان ركّابُ الطّائرة، مع الضّحيّةِ المفترضة، على عِلمٍ مُسبقٍ بما سيجري لهم، بحَسَب ما يُشاع؛ وأنّ البرنامَجَين، أو أحدَهما على الأقلّ، ليس إلاَّ برنامجًا تمثيليًّا، فإنّ ردود الفعل فيه هي أدوارٌ تمثيليّةٌ، ولم يَعُد من قيمةٍ لهذا البرنامج إلاّ في قُدرة الممثّلين على لَعبِ أدوارهم، وفي موهبة إقناعهم المشاهدين بـ "التّمثيليّة" موضوعِ البرنامَجَين...