ثقافة ومجتمع
07 أيلول 2016, 14:00

"الفيديو كليبات".. والإنحطاط الفني

ميريام الزيناتي
النجوميّة هدف يضعه كل فنان نصب عينيه، فيحاول بشتّى الطّرق الوصول إلى الشّهرة واستقطاب أكبر عدد من المستمعين. هوس الشّهرة دفع بفناني عصرنا إلى دسّ إيحاءات جنسيّة بما هبّ ودب في كلمات أغنياتهم، أما "الفيديو كليبات" فحدّث ولا حرج.

 

تثير موجة "الفيديو كليبات" اللبنانيّة الجديدة ضجة في الوسط الفنيّ وبلبلة على مواقع التواصل الاجتماعي لتضمّنها مشاهد جنسية مبتذلة تثير السخرية والإشمئزاز، فبات يخيّل لنا أننا نشاهد فيلمًا اباحيًا ركيكًا خال من المواد الفنيّة التي تليق بمحبّي الفنّ والثقافة.

هذه الطّريق التي يسلكها "الفنانون" اليوم، دليل على الإفلاس الثقافي والجماهيري، فمن يرى في الابتزال سبيلاً للشّهرة، يُدرك أن فشله في عالم الفن لا يسمح له بالوصول إلى النجوميّة، فهو عالم بأن نشاذ صوته غير كفيل برفعه إلى المستويات الفنيّة المرجوة وبأن الانحطاط أسرع طريق للظهور، ولكن هل بات ثمن الشّهرة التقليل من شأن الذات والاستخفاف بعقول المشاهدين؟ وأي شهرة هي تلك المبنيّة على الفجور والسّخافة؟

المؤسف هو أن الفيديو كليبات "الشّهيرة" هذه، تُعرض مراراً وتكراراً، على مسمع ومرأى الصّغار والكبار، فبات أولادنا أول من يحفظ الكلمات الرّخيصة وأكثر من يُقلّد تلك المشاهد الإباحية.

ظاهرة "الإيحاءات الرّخيصة" في الفيديو كليبات والأغاني باتت بوابة عبور لبعض الفنانين والفنانات، فهل يُدرك مجتمعنا أن هذه البوابة ما هي سوى طريق نحو الإنحطاط الفني؟