أخبارنا
10 نيسان 2018, 12:53

"أرض المحبّة " مشروع مجّاني للمخيّمات الرسولية

هي ميّ أبي راشد، رسولة السلام والمحبة. أتخّذت مسار العمل الرسولي من عائلة كهنوتية.

تربّت على روح الخدمة والعطاء والمحبة دون أي تمييز . اكتشفت رسالتها مع المسيح وهي في حشا أمّها، فهي تعتبر أنه في كلّ مرّة كانت والدتها تتناول القربان المقدّس، كان يصلها الغذاء الروحي. وعندما كبرت وترعرت في كنف عائلة تقيّة، تعيش  الايمان وتحافظ على إرث الاجداد، من خلال حبّ المشاركة والتعاون في ما بينها، كل ذلك أدّى إلى وصول " مي" الى مرحلة متقدّمة في الايمان.

في عمر ال ١٥ سنة، تسلّمت مي ، بعد أختها هند، مهام مسؤولية تنشئة فرسان وطلائع العذراء، وبعدها التنشئة المسيحية للشبيبة وعائلة الاخويات.

مرّت مي بتجارب  إيمانية صعبة في حياتها ، لاسيّما بعد وفاة والدها، عندما كانت في سنّ العشر سنوات، حينها طلبت من الربّ، أن يُقيم والدها من الموت، وعند عدم الاستجابة لصلاتها، حزنت وطرح ذلك علامات استفهام جمّة، لاسيّما وأن يسوع قال لنا:" إن كان لنا إيمان قدر حبّة الخردل، وقلنا للجبل أن ينتقل فيتمّ ذلك." وبذلك لم تفرح مي بالنتيجة.

كذلك مرّت مي بتجربة إيمانية ثانية، عندما كانت تهتمّ بفرسان العذارء، واصبحوا في مرحلة الانخراط بالطلائع ، حبّاً بأولاد قريتها بجدرفل، دعتهم للاجتماع كي تصل لهم الرسالة،  بحضور المرشد العام الاب جورج خوري اليسوعي والاب بطرس خليفة المرشد الاقليمي، إلاّ أنّ بعضاً من ابناء القرية اعتبروا أنّ هذه الاجتماعات ستؤثر سلباً على منطقهم البشري وسياستهم.

وهنا عاتبت مي العذراء مريم، لانها لم تستجب لدعواتها بإيقاف من يحارب فرسان وطلائع العذراء. وفي الليلة ذاتها، رأت مي حلماً حررّها من كلّ هواجسها الايمانية. وهو انها موجودة في دير القديسة ر فقا التي رأتها وهي بصحة جيّدة، وضعت يدها  على كتف مي وقالت  لها  :" أنت هنا  بخصوص الفرسان والطلائع ، اطمئني ...

وطلبت مي منها ان ترى والدها ، فاختفت رفقا ورأت مي والدها على وجهه ابتسامة رضا ونظرة محبة، وسلّمها رسالة أحرفها من ذهب، وتحمل توقيع إدوار أبي راشد بالخط الاحمر .

قرأت الرسالة فهمتها، وعندما استفاقت لم تذكر مضمونها ، إلاّ التوقيع.

مرّت السنوات وورثت مي قطعة أرض من  أهلها، فيها أشجار مثمرة ، زيتون وتين ولوز وعنب . اكتشفت بعدها أنّ ثمن هذه الارض يعود الى فدية مادية نتيجة موت  عمّها جرّاء حادث دهس شاحنة، وكان في ريعان شبابه .

فهمت حينها مي مضمون الرسالة.

وانطلق مشروع استثمار  الوزنات ، فأطلقت  على الارض اسم " أرض المحبة"، ومنذ ستّ سنوات باشرت مَي ببناء مشروع مجاني  للمخيمات الرسولية يستقبل الشييبة بهدف تعليمهم الخدمة  والكرازة والعطاء المجاني تحت شعار  :" مجاناً أخذتم فمجاناً أعطوا."