يا موسم الخريف.. "شو جايب معك؟"
فمع بزوغ ساعات الفجر الأولى، تشعر بالطّبيعة تنفض عنها لهيب الصّيف وترطّب الجوّ بحرارة تدنّت درجاتها لتمتزج برائحة التّراب المجبول بزخّات أمطار الخريف لتعبق في كلّ الأرجاء ملوّحة في الأفق عن اقتراب فصل الشّتاء. وفي السّماء طيور تهاجر وفراشات تغيب وورود تذبل...
أمّا أوراق الأشجار فتسمعها تتهامس فيما بينها في حفيف أرادته الطّبيعة خطابًا موسميًّا تعبّر فيه عن نهضتها وتجدّدها، فها هي تتلألأ بأوراقها الصّفراء وتتساقط متمايلة لتلامس الأرض فتترقّع الأخيرة ببقعات ذهبيّة إن داستها الأقدام تصدر "خشخشة" جميلة ولا تعطي السّائر فوقها إلّا متعة مزدوجة تتوجّها لوحة تزيّنت بألوان تميل من الأصفر إلى الأحمر فالبنّيّ، وتترجم ميزة فصل الخريف الّذي لا يدلّ إلّا على ولادة جديدة وتجدّد دائم وبحث عن نضارة مستمرّة.
وبين خشونته وحلاوته، يبقى الخريف فصل القطاف بامتياز. ففيه يحصد الفّلاحون ثمار ما زرعوه.
فيه تتجلّى الرّومانسيّة بأرقى مظاهرها، ويرقص القلب حبّاً لما يراه، فتولد في الفؤاد طاقة من الحبّ يخزّنها المرء وتجدّد فيه روح الإبداع والعطاء لتبلسم داخل من يرون في فصل الخريف كآبة وحزناً.
واليوم، لهذا الموسم الجديد نغنّي مع جوليا بطرس ونقول: "يا موسم الخريف شو جايب معك؟ يا ورق الرّصيف أنا جايي ودعك، يا ريح البارد يا غيم الشّارد قلّي قلّي شو جايب معك؟ تعبت النّهدات عطشت البسمات شتّي يا خريف شي حكاية ع الرّصيف حكاية بس حكاية ويكون إلها نهاية يا موسم الخريف شو جايب معك؟"