يا "طيّب القلب"... غرّد!
في الواقع هؤلاء هم أروع النّاس! فما أجمل مَن يرى الآخر بعين نظيفة، يبتسم لكلّ مَن حوله عاكسًا ما في داخله من سلام وفرح.
هو لا يحقد، لا يدين، لا تهمّه النّميمة ولا يستمع إلى "القيل والقال".
إنّه طاهر القلب ونقيّ الرّوح لأنّه لا يحمل غلّاً أو بغضًا. هو سموح وعطوف، يشرق كالشّمس فينير دروب الآخرين ويسطع جمالاً وبهاء... وحده طيّب القلب تبقى ذكراه راسخة في البال.
أمّا عاقد الحاجبين والّذي تملأ قلبه الضّعينة والبغض وتغذّيه مشاعر سوداء وتتآكله نار تحرقه وتذيب الإنسانيّة الّتي فيه، فلا تحلو مجالسته ولا مكالمته، منه يهرب القريبون والبعيدون فيصبح هذا الجمر الّذي يلهبه رمادًا يتطاير سريعًا فتختفي ذكراه في لحظة.
إذاً، لنكن كالعصافير الّتي تغرّد كلّ يوم وتنثر في محيطها نقاء وصفاء ولا ننتظر تقديرًا من أحد على طيبتنا لأنّ عين الله ترى وتقدّر وتصون كلّ جمال فينا، فيا "طيّب القلب"... غرّد!