يا سيّدة الأوجاع داوي أوجاع لبنان
سبعة سيوف طُعن قلب مريم العذراء بها، سيف نبوءة سمعان، سيف هروب العائلة المقدسة إلى مصر، سيف فقدان يسوع في الهيكل، سيف لقاء مريم بيسوع حاملًا صليبه على طريق الجلجلة، سيف الصّلب، سيف تسلّم مريم لجسد إبنها الميت، سيف دفن إبنها وإغلاق القبر.
هذه السّيوف التي اختبرتها مريم في حياتها الأرضيّة تقابلها سيوف أخرى تتأمّلها مريم من عَليائها السّماويّ، ليكون آخر هذه السّيوف مشهد بيروت المدمَّر.
هذا المشهد المؤلم يضاعف أحزان أمّنا الحنون، فهي تشهد على كلّ الصّلبان التي يحملها لبنان، من دمار مدينة الجمال بيروت، وجرح أبناء المنطقة المنكوبة، وموت شبّان أبطال ذنبهم الوحيد أنّهم لبنانيّون.
في هذا العيد المبارك، نصلّي إليك يا مريم، أن تكون أحزانك طريق جلجلة نستند إليها لنصل إلى القيامة، نصلّي من أجل أن نبتعد كلّ البعد عن الخطيئة التي تؤلمك أكثر، فلا نكون مصدر خجل وعار بل هيكلًا للرّوح القدس يعكس الخير والصّلاح ويروي قلبك الحزين...