ثقافة ومجتمع
02 أيلول 2016, 11:00

ومن قصر القامة ما قَتَلَ في مطار بيروت.. ربّما

ماريلين صليبي
"عرفت إنّي هزّيت مطار بيروت، بس خلص ما بقى عيدا".. بتعابير الطّفولة هذه برّر الطّفل الفلسطينيّ خالد وليد الشّبطيّ سفره إلى تركيا، سفر ضجّ إدارة مطار رفيق حريري الدّوليّ ووسائل الإعلام ومواقع التّواصل الإجتماعيّ.

 

"ما بقى يعيدا" الطّفل الذي وجد في هذه المغامرة متعة كبيرة، إلّا أنّ الجهاز الأمنيّ في المطار ليس من الغريب "أن يعيدها"، لأنّ ما حصل أمر فضائحيّ يهدّد السّلام والأمن والاستقرار.

وفي التّفاصيل، فإنّ الطّفل الذي لم يناهز عمره الـ12 عامًا تمكّن من عبور كلّ الحواجز الأمنيّة في مطار بيروت والسّفر إلى تركيا والعودة إلى لبنان في الطّائرة نفسها التي استقلّها في رحلته الفرديّة.

الطّفل استغلّ فرصة انشغال الأمنيّين في تفتيش الجهة النّسائيّة ليعبر حاجزًا خلف الآخر مقدّمًا للمسؤولين حجّة أنّ جواز سفره مع أمّه التي سبقته إلى الطّائرة، ليختبئ في حمّام الطّائرة إلى حين الإقلاع.

انكشف أمر الطّفل الذي حقّقت المديريّة العامّة للأمن العامّ معه يومًا كاملًا فور عودته من رحلة مجّانيّة إلى اسطنبول على مقاعد "رجال الأعمال"، ليطلق سراحه بعدها تاركًا خلفه بلبلة أمنيّة وإعلاميّة وتحقيقات مفصّلة.

يبرّر بعض المسؤولين الإهمال الحاصل بأنّ الطّفل استطاع العبور بسبب قصر قامته، أمر مضحك مبكٍ يطرح تساؤلات عمّا كان ليحصل لو أنّ الطّفل غير بريء مُرسَل من جهة إرهابيّة معيّنة بهدف تفجير المطار أو الطّائرة.

عن أمن متفلّت وإهمال فاضح وأعذار أقبح من ذنوب، نشهد اليوم حلقة جديدة من حلقات فساد لبنان، فساد يبدو أنّه مستشرٍ ومتغلغل في كلّ أرجاء الوطن والمؤسّسات...