ثقافة ومجتمع
14 نيسان 2015, 21:00

وضعوا قناعاً لانّهم خافوا من اقباط مصر

(أرزة بيطار - نور الشباب) ماذا فعلت ؟ صوت دم اخيك صارخ الي من الارض. من على شواطىء ليبيا صرخ التاريخ ورد صداه مرة اخرى، قايين ماذا فعلت ؟ وحوش لم نعد نبحث عنها تحت أسرّتنا حين يحل الظلام اذ باتت بيننا في وضح النهار .

تعريف داعش : أشباه بشر سقطت منهم انسانيتهم فتفشوا في شرقنا اقترعوا على مسيحييتنا ومزقوا ثوبها فظنوا انهم سيسقطون الصليب ولم يعرفوا ان بهذه الخشبة اقفلت ابواب الجحيم منذ الفي عام، تقاتلوا مع ابناء مجتمعاتهم نحروا اخوتهم باسم الله، سرقوا، اغتصبوا، احتلوا وقتلوا ولم يلحظوا انهم باعمالهم بنوا هيكلا للله الحقيقي فكانت ضحاياهم على مذبح الرب شهداء لا عيب في استشهادهم به مهدوا لايمان اكثر ثباتا ولاجيال تعد بالقداسة ولا تأبى لفناء الجسد طالما الروح حي ومستعد .

سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ.
هكذا قال يسوع وبمعمودية دم جديدة كتبت المسيحية تاريخها من جديد
فبعد العراق سوريا ,لبنان ,الاردن و غيرها و قعت القرعة هذه المرة على ثوب مصر فحاولوا نزع لباسها المذهّب برمال داستها العائلة المقدسة و المكحل بعصا كرازة مرقس ليستبدلوه بالسواد .
فاخترنا قرية العور في صعيد مصر لتفقد بعض اهالي الشهداء ومحبة منا لاخوة لنا في ارض الكنانة ذهبنا معزين وهناك قرعنا ابواب منازلهم المتواضعة والبسيطة كمنزل معلمنا ابن النجار، لمسنا على مثال توما جراحهم فسمعنا ما لم يسمعه العالم الاصم وشهدنا ما لم تشهده عين.
ت وطأة المأساة خفنا ان تسبقنا دمعاتنا فلا نقوى على ضبطها امامهنّ ولكنّنا وجدنا انفسنا امام مريمات واقفات بكلّ فخر وثقة امام صليب مصابهنّ تتلألأ عبارات الامومة والحب الزوجي والعاطفة الاخوية في اعينهنّ  ولكن كالعذراء مريم تحت الصليب يدركن ان الموت ما هو سوى عبور نحو القيامة
"يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون"
بقدر صعوبة هذه الآية الّا انهم وعلى مثال السيد على الصليب غلبوا شيطان الكره وترفعوا عن جروحهم وصرخوا
الله يسامحهم
وخلاف لما يحاول بعض زارعي الفتن من ترسيخه حول فرقة المسيحيين والمسلمين في مصر كان الجواب كالسيف قاطعا
المسلمين : نحن والمسيحيين اخوة ولا فرق بيننا واذا هم سامحوا فنحن لن نسامح "داعش" فالدين اوصانا بجيراننا وما فعلوه لا يمت للاسلام او الدين بصلة
ولانهم شهداء مصر برمّتها وليسوا فقط شهداء الاقباط الارثوذكس حملنا رسائل محبة وعزاء واجلال لشهادتهم استوقفتنا .
الانبا بطرس فهيم، مطران المنيا للاقباط الكاثوليك : يجب على المسيحي ان يكون دوما علامة استفهام وهؤلاء الشهداء كانوا علامة استفهام للمجتمع الدولي برمته اذ كانوا مدرسة ايمان ودفعوا كل من رأى استشهادهم على اسم المسيح ان يسأل من هم هؤلاء الذين كانوا اقوى من الموت ؟
جئنا معزين فنلنا العزاء جئنا خائفين فتشددنا جئنا مسيحيين فعدنا مدركين ما معنى المسيحية باستشهاد رفع رأس المسيحية في العالم اجمع .