وبكت الطّبيعة.. في غياب آب
أبى قبل الرّحيل أن يحافظ على مقولة "آب اللّهاب"، بل أجاب على سؤال "معقول تشتّي بآب؟" ومهّد الطّريق لأيلول/سبتمبر، فأمطر بقطرات رفعت رائحة التّراب الذّكيّة ليؤكّد أنّ الصّيف انطوى أيضًا.
يغيب اليوم شهر الحرارة الخانقة والشّمس الحارقة ومواسم البحر الصّيفيّة المميّزة.
يغيب اليوم شهر القداسة المريميّة، فعيد انتقال السّيّدة العذراء أسكر شهر آب/أغسطس وغلّف كلّ الضّيع والرّعايا ملهبًا المهرجانات التّرفيهيّة والفنّيّة.
برحيله، ينقر شهر أيلول/سبتمبر باب المواسم السّنويّة، ليحلّ غدًا ضيفًا قلّما يرحّب به النّاس، لجدّيّته وطقسه.
فأيلول/سبتمبر إذًا يُقدم بغياب آب/أغسطس ليعيد النّظام إلى الحياة، التّلاميذ إلى المدارس، الطّلّاب إلى الجامعات، الموظّفين إلى الأعمال، الإجازات إلى أدراج التّأجيل، الغيوم المهدّدة إلى الأديم، أوراق الأشجار إلى الصّفار، اللّهو إلى الخجل، والصّيّادين إلى حظيرة انتظار العصافير...