ثقافة ومجتمع
18 نيسان 2016, 11:20

هو نفسه.. يمثّل ويغنّي ويقدّم!

ماريلين صليبي
"وين بتلاقي حالك أكتر؟ بالتمثيل، بالغناء، بتقديم البرامج، بالرقص، بالموضة... ؟" سؤالٌ كثيرٌ ما يُطرَح من قبل المحاورين على ضيوفٍ تعدّدت "مواهبهم" ما بين التّمثيل والغناء وتقديم البرامج وغيرها من المجالات. إذ نشهد في الآونة الأخيرة ظاهرةً جديدةً تتمثّل برؤية الشّخص نفسه يتبوّأ مراكز فنّيّة عدّة ويتنقّل بحرّيّة من مسلسل إلى برنامج إلى فيديو كليب إلى مسرح... فهل من أسباب وراء هذا اللّا إستقرار؟ وهل لوجوده تداعيات مترتّبة؟

إذا أردنا رؤية هذا الموضوع من منظار إيجابيّ بنّاء، قد نُقرّ بقدرة الشّخص نفسه على تأدية كلّ هذه الأدوار بالشّكل الصّحيح وإعطاء كلّ مهنة حقّها الكامل. ولكنّ قلائل هم من تتعدّد مواهبهم فيبدعون بالفنّ والإعلام في الوقت نفسه، لأنّه من الضّروريّ أن تتغذّى الموهبة الفطريّة بالعلم والدّراسة المتعمّقة؛ فدروس الصّحافة والإعلام بعيدة كلّ البعد عن مقوّمات التّمثيل التي بدورها تختلف اختلافًا جوهريًّا عن تعاليم الغناء والموسيقى. فهؤلاء الذين يعتمدون على براعم صغيرة مفعمة بالموهبة السّطحيّة للعمل في مجالات عديدة، سرعان ما ستُتلَف ثمارهم، وذلك إن ينعت أصلًا.

وقد يكون السّبب الأبرز وراء هذه التّعدّديّة في المهن، التي تنجلي كلّها تحت الأضواء وعلى الشّاشات والمسامع، حبٌّ للظّهور وطمعٌ بالشّهرة وتسخيرٌ لمحبّة الجمهور.

من هنا إذًا تفقد المجالات أصحابَ الحرفيّة ويبتعد الإتقانُ عنها وتقلّ فرص العمل لمن يكنّ لمهنة ما كلّ الشّغف والموهبة والمعرفة والعلم، لتصبح البرامج والمسلسلات والأفلام والأغاني متشابهة ومبتذلة، بعيدة كلّ البعد عن الجمال والإبداع والأصالة.