ثقافة ومجتمع
06 تموز 2017, 07:20

هل تُعيد الكنيسة مسيحيّي حلب إلى أرضهم؟

ميريام الزيناتي
يُلاحق شبح الإرهاب مسيحيّي حلب، مدّمّرًا منازلهم، مشوّهًا شوارعهم، مسوّدًا سماء بلادهم. وفيما يبسط الإرهاب جناحيه على تلك المدينة، مهدّدًا أبناءها بمستقبل أكثر شؤمًا، تتدخّل الكنيسة لمحو ذاك السّواد القاتم.

 

وفي حين يعاني أبناء حلب من الفقر والمجاعة، تعمل مجموعة من الكهنة الفرنسيسكان على محاربة تلك الآفة عبر تأمين المواد الأوّليّة للعائلات المحتاجة وتخفيف عبء المعيشة الصّعبة معبّدين الطّريق لعودة المسيحيّين إلى أراضيهم.

هدف هؤلاء الكهنة المرسلين إعادة الرّجاء إلى عائلات فقدت الأمل فما كان سبيلها إلّا اللّجوء إلى بلاد الاغتراب، بلاد تعتبر كلّ لاجئ "عبءًا" لا بدّ من التّخلّص منه.

وخدمة لتلك الرّسالة، يجمع الكهنة أموالًا تُرسل إليهم من متطوّعين عدّة، ويستثمرونها لتأمين الغذاء وإعادة إعمار منازل دمّرتها نيران الحروب الدّامية، وبحسب موقع "CatholicNewsAgancy"، فإنّ المتضرّرين ما زالوا يدفعون سندات تلك المنازل المدمّرة بالرّغم من استحالة العيش فيها.

ويروي أحد هؤلاء الكهنة صعوبة مهمّتهم، فساعات العمل محدودة بسبب انقطاع التّيّار الكهربائيّ الدّائم، وغياب اليد العاملة الفاعلة وغلاء المواد الأساسيّة للبناء، مؤكّدًا في الوقت عينه نجاح مجموعته في بناء أكثر من 470 منزلاً وتأسيس جمعيّة تضمّ مجموعة من المهندسين المسؤولين عن تقييم حالة المنازل قبل الشّروع في إعادة ترميمها.

لا يقتصر عمل الكهنة النّشطاء على بناء الحجر، بل يبنون العائلات عبر توفير مبالغ لكلّ ثنائيّ مسيحيّ يرغب بالزّواج، ليكونوا بذلك قد رسموا الأمل لمستقبل حلب، متحدّيين سواد الحروب وشؤمها، مؤكّدين أنّ الكنيسة واقفة أبدًا إلى جانب أبنائها في وجه الصّعاب كافّة، لتكون هي موطنهم الأوّل والأخير وملجأ كلّ من هدّدته نار الإرهاب اللّاهبة...