ثقافة ومجتمع
06 تشرين الأول 2015, 21:00

هل تجوز الرحمة على من اغتصب وعنّف الطفل شادي؟

(رانيا زهرة شربل، نورنيوز) لا بدّ من أنّ ظلمةَ هذا المدخل هو الذي يوصلنا الى مكانِ إقامةِ والدة الطفل شادي الذي تعرّض للاغتصاب والتعذيب والتعنيف من قِبَل صديقها، وحتى زبائن الدّعارة الذين يتوافدون الى شقّتها. هنا عندما صعدنا هذه الادراج، بدا المشهدُ لنا وكأننا في ظلمةِ عالمٍ لا يرحم.

هذه الادراجُ التي كان يصعدُها الطفلُ شادي، والذي كان من حقِّه الادنى تأمينُ لعبةٍ تُضفي على يومِه الذي كان يمضيه وحيداً في تلك الشّقة، رونقاً وجمالاً وتسلية. لكن وبدل الكرة التي كان من المفترض أن يتقاذفَها ويلعبَ بها شادي، اصبح هو اللعّبة، أو بالأحرى الطابّةُ التي يلعب بها الكبار.
وبحسب شهودٍ عيان رفضوا الكشفَ عن هويتّهم، كانت زينة والدةُ شادي المصرية ابنةُ الاثنينِ والعشرينَ عاماً، وصديقُها سعد المعروفُ بصاحبِ السوابقِ والاتهامات بالسرقة والنشل وتعاطي مخدرات والذي أقدم على الاعتداء جنسياً على الطفل شادي، كانا يجتمعان لتعاطي المخدرات والدعارة، ثم يمارسان أبشعَ أنواعِ التعذيبِ على هذا الطفل البريء.
فالضجّةُ والموسيقى وإقلاقُ الراحةِ، والشّرب حتى الثّمالة، وغيرها من الممارسات البعيدة من الآداب العامة، كانت تلازمُ ليالي الطفل شادي، بدل نومِه في حضنِ دافىءٍ يؤمّن له الاستقرارَ والامان.
ولكن من حَضَنَ الطفلَ شادي عندما تخلّت عنه جميعُ المؤسسات الاجتماعية، هي الوحيدةُ التي لم تنظر الى هويّة شادي ولم تسأل عن طائفته ولا لونه، إنها جمعيةُ سعادة السماء التي أسّسها كاهن الطريق الاب مجدي العلاّوي. ولأنّ المحبةَ لا تعطي إلاّ من ذاتها، هكذا أحبّ الاب مجدي الطفلَ شادي، فأمّن له كلَّ المستلزماتِ الضروريةِ لإنقاذِه ومساندته، ولعيشِ طفولةٍلم يعرفها يوماً.
على من تقعُ مسؤوليةُ هذا الطفل، بخاصةٍ وانه لم يتمَ بعدُ الادعاءُ على الفاعلين لمحاسبتهم؟ إلا انه وبالرَغم من هذا يفضلُ الاب مجدي التصرفَ برحمةٍ مع الفاعلين.