مصر
23 تشرين الأول 2025, 06:30

هذا ما تفعله كلمة الله بالإنسان!

تيلي لوميار/ نورسات
في عظته الأسبوعيّة خلال اجتماع الأربعاء، تناول بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني "كلمة الله" ضمنسلسلة "أصحاحات متخصّصة"، متوقّفًا عند أبعادها وما تصنعه في كيان الإنسان.

وشرح البابا أنّ كلمة الله الّتي تدخل أعماق الإنسان مرّات ومرّات تُنقّي داخله وتشتغل في فكره، "لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ" (عب ٤: ١٢).

ولهذه الكلمة سبعة أبعاد تعمل في الكيان الإنسانيّ، وهي وفق ما نشر "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":

"1- "نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ" (النّفس)، عندما يفتح الإنسان الإنجيل ويقرأ فيه فهو يواجه الله مباشرة، ويشتَم أنفاس الله، لأنّ الكتاب المقدّس مكتوب بوحي الله وروحه، "لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ" (مت ٤: ٤)، فكل كلمة يقرأها الإنسان تردّ نفسه، ويحيا بها.

2- "شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا" (الفكر)، في كلّ مرّة يقرأ الإنسان في الإنجيل تعطيه كلمة الله نعمة وموهبة التّمييز، وقال القدّيس الأنبا أنطونيوس (أب الرّهبان): "كلمة الله ترفع الجاهل إلى مقام الحكمة"، لذلك ينبغي أن يصمت الإنسان لمدّة دقيقة أثناء القراءة حتّى يسمع صوت الله ويستقبل رسالته.3- "وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ" (القلب)، وكلمة الله تُقرأ في الإنجيل، وكلمة (إنجيل) تعني بشارة وفرح، فتجعل قلب الإنسان في وقت قصير متهلّلًا فرحًا ومكتفيًا، ويتضاءل العالم أمامه.

4- "أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ" (العين)، وصايا الله تُنير العينيْن، والمقصود بهما: عين الجسد (البصر) وعين القلب (البصيرة)، والبصيرة هي عين الفهم والضّمير، فيحكم الإنسان بالصّواب، "فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا، فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا" (لو ٢٤: ٣١، ٣٢)، وكلّما كانت الأعين طاهرة ونقيّة لا يسقط الإنسان في خطايا مثل: الإدانة، والعين الشّرّيرة.

5- "خَوْفُ (المخافة) الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ" (الأذن والسّمع)، خوف الله يعني أنّ الإنسان يسمع صوت الله على الدوام ويطيعه، "فَكَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟" (تك ٣٩: ٩)، لذلك قراءة الإنجيل تجعل مخافة الله تكون حاضرة وثابتة دائمًا داخل الإنسان.

6- "أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا" (الفم)، من خلال قراءة كلمة الله بالفم يضع الإنسان الحقّ والعدل في قلبه، ووصايا الإنجيل تساعد الإنسان على الكلمة البارّة الّتي يقولها باستمرار.

7- "أَشْهَى مِنَ الذَّهَبِ وَالإِبْرِيزِ الْكَثِيرِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقَطْرِ الشِّهَادِ" (الشّبع)، كلمة الله بعد أن تعمل في الإنسان من خلال النّفس والفكر والقلب والعينين والأذن والفم، تُشبعه بحلاوة، فالوصايا وُضعت من أجل خدمة الإنسان."

وفي الختام، وجّه البابا بالتّالي دعوة إلى المؤمن قائلًا: "أثناء صلاتك، عِدْ الله أن يكون إنجيلك مفتوحًا كلّ يوم في البيت، وتقرأ فيه مع أسرتك لكي يمتلئ البيت بكلمة الله، واُطلب منه أن يجعلك تشعر بالمفاهيم السّبعة لكلمة الإنجيل".