نشاطات معرض أوسيب لبنان ندوتان عن التربية البيئية والصحافة
بداية تحدث تيان وتوجه الى المرأة قائلا:"لا تكوني المرأة التي تنجب، فكل الكائنات الحية تنجب بل كوني المرأة الأم ، كوني حواء الجديدة أم كل حياة ، كوني على مثال مريم الفتاة التي نذرت نفسها للرب الخالق"، تلته خوري وتحدثت عن التربية البيئية التي هي "عملية تعليم تهدف الى زيادة معرفة الناس بالبيئة ووعيهم حولها والتحديات المرتبطة بها، وقالت:"لقد تتحول الى ثقافة بيئية تهدف الى احداث تغييرات جذرية في طرق التفكير والسلوك البيئي في المجتمع بحيث يتصرف كل انسان بمسؤولية في مختلف نشاطاته وأعماله".
واختصرت أهداف التربية البيئية بتوعية التلاميذ على البيئة ، التعرف اليها والمشكلات التي تتعلق بها ، اكتساب المهارات لتحديد المشكلات ، اكتساب القيم والثقافة البيئية للاهتمام بشؤون البيئة واتاحة الفرصة للمشاركة في وضع الحلول".
وتحدثت عن دور المدرسة في مجال التربية البيئية والوعي البيئي وعن النشاطات المدرسية البيئية التي تتجلى بالنظافة والزرع والتشجير.
رياشي
ثم تحدثت مديرة محطة "مريم" الاعلامية سناء رياشي ولفتت الى "أن البيئة لا يمكن حصرها ببرنامج تلفزيوني أو حديث بل نحن نتنفس ونلبس ونعيش حياتها وحياتنا، حياتنا وحياتها متلازمتان في الحياة والممات"، واشارت "الى أن الأثر السلبي على البيئة أشد قسوة من الخلافات السياسية التي نشهدها اليوم"، مشددة على أن "للاعلام رسالة واضحة تنقل المعلومة وتشكل الأفكار وتوعي الضمائر وتنمي الأذواق ويجب أن تشكل أداة ضغط لاعتماد سياسات أفضل".
وأضافت:"الأم هي اعلامية ومربية وحاملة الحياة وتزرع التوق الى الجمال في قلوب أولادها ، هي الاعلامية في الانتباه الى البيئة ، الاعلام هو مصدر معرفة يضوي على القضايا وينبغي أن يتجنب الأمور السلبية ، دوره هو كشف الحقائق على خطورتها ومشاركة المتلقي بالمسؤولية وتحفيزه على العمل التطوعي".
زعرور
ثم تحدثت رئيسة حزب الخضر ندى زعرور عن دور الأم في التربية البيئية معددة الانجازات "التي حققها الحزب بيئيا إن في المدرسة أو المجتمع أو مع الجمعيات المدنية أو المرجعيات الروحية"، ولفتت "الى أن الحزب استطاع بالتعاون مع الكنيسة تخصيص الأول من آذار يوم احتفال بالبيئة في الكنيسة منذ العام 2002 ، والحفاظ على مواقع سياحية دينية بيئية لتعريف الفرد المسيحي على تراثه، واستطاع التعاون مع أكثر من 120 مدرسة رسمية وخاصة بهدف انشاء نواد بيئية فيها".
منصور
أما كلمة الختام فكانت مع ريتا منصور التي قالت:"الحفاظ على كوكبنا يتطلب منا ثورة على ذاتنا، البيئة ليست مجرد حياة بيولوجية تتفاعل مع العوامل الفيزيائية انما هي أيضا حياة انسانية فيها نتفاعل بعضنا مع بعض بمسؤولية تحفظ حق الاخر بالعيش بسلام لتستمر الحياة على هذا الكوكب".
ورأت "أن تأمين بيئة حية نظيفة مسؤولية مشتركة، علينا جميعا نحن البشر تحملها، وينبغي تغيير نمط عيشنا والتصرف بذكاء والتخلص من العادات السيئة للحصول على نوعية حياة أفضل".
ندوة
وأقيمت ندوة حول كتاب "الصحافة دعوة لبنانية" للعميد أنيس مسلم، شارك فيها رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ ، عميد كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة ، نقيب المحررين ملحم كرم ممثلا بالأستاذ ابراهيم عبده الخوري ، الاعلامية مي كحالة وأدارها سمعان سمعان في حضور مدير الفرع الثاني لكلية الآداب في الجامعة اللبنانية الدكتور ديزيره سقال ممثلا رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين وحشد من الدكاترة.
الخوري
بعد كلمة تقديم من سمعان اختصرت مسيرة المؤلف الرائدة في مجال الاعلام إن أكاديميا أو مهنيا، ألقى ابراهيم عبده الخوري كلمة نقيب المحررين معددا اصدارات الدكتور مسلم وآخرها "الصحافة دعوة لبنانية"، معتبرا مولوده الجديد "بأنه من رحم الصحافة الحرة، وصاحبه المجبول بمداد الحرية سيواصل مسيرته لاغناء المكتبة الاعلامية"، وقال في الكتاب "إنه اسم على مسمى".
ولفت الخوري الى "أن المؤلف مر على أسماء كبيرة في عالم الصحافة والفكر والتاريخ" مشيرا الى "أن اللبنانيين اقتحموا ميادين الصحافة بكل جدارة واقدام فأسسوا الصحف اليومية والأسبوعية وكان لهم اليد الطولى في انتشارها في مصر والخليج العربي ودنيا الاغتراب ".
كحالة
وقالت الاعلامية مي كحالة في المؤلف:"تعب كثيرا الدكتور مسلم باحثا عن توصيات ترتكز الى أخلاقيات العمل الصحافي وأتى على علاقة الصحافة والسلطات العامة"، معتبرة "أن الحرية قيمة مطلقة فيما السلطة قيمة نسبية"، مستفيدة من تجربتها الاعلامية بالقول :" إن التناقض بين الصحافة والسلطة ليس على الحرية وضرورتها بل غالباً على وسائل استعمالها ، فلكل صحافي الحرية في تناول المواضيع العامة لكن عليه أن يبحث عن الحقيقة وليس عن الاثارة ولو استندت في بعض جوانبها الى حقائق مجزأة، ونحن نشهد اليوم أسوأ استعمالات الحرية ليس في مقابل السلطة وحسب بل من أجل فرض حقيقة هذا الفريق أو ذاك والغاء حقيقة الآخر". وتوجهت الى متلقي الاعلام بالقول :"إن الذين يقاطعون الاعلام اليوم انما يقاطعون هؤلاء الذين يركز الاعلام عليهم ، إن حرية رفض الاطلاع على أخبارهم هي أيضاً قيمة مطلقة ، فدولتنا التي كانت تلتزم بالمهل الدستورية صرنا الدولة الأدق في قطع الكهرباء "، متسائلة "أين الاعلام من هذا الواقع وبدل أن تكون رسالته تقويم اعوجاج السياسيين فانه يكتفي بنقل آرائهم الينا لكن ما يهمنا بالفعل غائب عن الصفحات الرئيسية".
محفوظ
دوره اشار محفوظ الى ان "كتاب الصحافة دعوة لبنانية، للصديق الدكتور أنيس مسلم هو ببساطة قيمة مضافة وإثراء للاعلام اللبناني، فوسائل الإعلام في تقديره هي الأكثر فاعلية بين الناس وخصوصا إذا كانت حرة ولا تسلك طريق السلطة. ذلك أن كل مضايقة للحرية يشكل عائقا أمام ممارسة الديموقراطية".
اضاف: "وحقيقة الأمر أن الكتاب الذي بين أيدينا يرتكز إلى معلومات قيمة ذلك أنه يوفر لنا من خلال بحث بنيوي معرفة تاريخ الصحافة ونشأتها وعلاقتها بالأنظمة السياسية وبالأيديولوجيا الماركسية والفاشية والإشتراكية والرأسمالية، ومع اختلاف تعريفات الإعلام استنادا لهذه الأيديولوجيات يكتشف المتابع بأن الإعلام سلاح أقوى من كل الأسلحة وأخطرها كما عرَّفه موسوليني أو كما نلمس حاليا بأن الإعلام يصنع الرأي العام ويكونه ويوثق السياسات والسياسيين".
وقال: "وثمة ما لم أقع عليه في كل كتابات الباحثين اللبنانيين عن سبب تعلق اللبنانيين بالصحافة، فالمؤرخون في تحليلهم ردوا ظاهرة التعلق على حجتين أساسيتين هما:
1- انفتاح على الشعوب والثقافات.
2- اعتبار اللبنانيين أنهم كانوا أوسع الشعوب العربية ثقافة وأسبقهم إلى انتقالها".
واعتبر ان "موقف المؤرخين هذا أضاف إليه الباحث بعدا آخر واعتبره في صميم هذه الأسباب. هذا البعد يكمن في الشخصية اللبنانية الأكثر تمسكا بالحرية كقيمة إنسانية وشغف بالمعرفة والمغامرة والتمتع بحس تجاري حاد ما ولد علاقة مميزة بين اللبناني والصحافة. ويرد الكاتب خصوصية الشخصية اللبنانية إلى الأخذ في الإعتبار بيئة لبنان الجغرافية وتطور أبنائه التاريخي. فهذه البيئة نمت لدى الناس الشعور بالإستقلال والنزعة إلى الحرية بحيث أن مدينة صور شكلت نواة أول ديموقراطية في العالم وبقي جبل لبنان ملاذا لمعظم الأقليات في المنطقة. وغدا أرضا تلجأ وتحتمي بحضنها شعوب هي في صراع مع السلطة المركزية العربية أو مع الأصوليين الدينيين حتى صار الجبل اللبناني بمعنى ما جبل الحرية وفي تعريفه للشخصية اللبنانية يربط التعريف بكون الحرية قيمة ملازمة للمعرفة. فاللبناني منفتح ، ديناميكي ، مجازف، حشري ودائم الإستطلاع. ولأن اللبنانيين تميزوا بحسهم التجاري كانت الصحافة عاملا جوهريا لتوسيع أعمالهم فصاروا محركي الصحافة وروادها ليس في لبنان وحسب بل في الشرقين الأدنى والأوسط".
وقال:"لقد حدد الدكتور مسلم وظيفة صحافتنا اللبنانية بالإعلام أولا ثم التثقيف والتوجيه والتسلية. وهو إذ يستعرض واقع الصحافة العربية التي تخضع في مجملها إلى رقابة رسمية مشددة بحيث يصعب الكلام عن حريات إعلامية عدا الكويت ومصر ولبنان. وفي هذا الإستعراض ثمة غاية نبيلة يتطلع إليها الباحث وهي كيفية الإحتفاظ بالموقع الأول للإعلام اللبناني الذي تتراجع مكانته بحكم غياب الإهتمام الرسمي. ولذلك يشدِّد على معرفة العناصر التي تؤدي إلى امتلاك رؤية إعلامية مستقبلية يفتقر إليها المجتمع اللبناني السياسي والمدني على السواء. وهو لهذا السبب يدعو إلى تشريعات تقلص الممنوعات مع التشدد في تطبيق القانون وإلى تحرير الصحافة من ضغوط السلطات والمال وإلى إلغاء المرسوم 53/74 الذي يحدد عدديا الصحف السياسية واليومية وإلى تحرير الصحافة من نظام الإمتيازات الذي يقيِّـد حرية التعبير وإلى دعم المؤسسات الإعلامية وإقرار مبدأ الإعفاءات والتعريفات السلكية واللاسلكية والإتصالات التليفونية والخدمات الالكترونية".
واعتبر ان "دور الإعلام اللبناني في واقعه الحالي يرتبط بالوظيفة التي تعطى له. فإما أن يكون بناء أو يكون هداما. وظيفة البناء ترتبط بالدعوة إلى المواطنة ومواجهة الفساد والحفاظ على الموضوعية والربط بين الحرية والمسؤولية بحيث لا يساء إلى الآخر وتقديم المصلحة العامة والخير العام على السبق الصحفي والإثارة الطوائفية. وهذه النواحي تعرض لها الدكتور مسلم بعرض أفكار جديدة لميثاق شرف إعلامي نحتاجه حاليا كالتزام أخلاقي في وقت يصعب فيه تطبيق القوانين بحكم تراجع فكرة الدولة، علما بأن هناك مشروع قانون إعلامي موحَّد تمَّ نقاشه وإقراره في اللجنة البرلمانية الإعلامية. وهو خطوة في الإتجاه الصحيح تحاول أن تحرر الإعلام المرئي والمسموع والالكتروني من الإستنساب السياسي والإحتكار الطوائفي والمالي وتفتح نوافذ جديدة لانطلاقة إعلامية لبنانية".
وختم: "أيا يكن الأمر فإني من المطالبين للدكتور مسلم بأن يتحفنا بكتاب جديد يتناول واقع الإعلام المرئي والمسموع والالكتروني اللبناني وضرورات تطويره ونهوضه لأن مؤسساتنا الإعلامية يهددها الموت البطيء بحكم كونها تعيش نظريا من مصدرين ماليين الإعلان والصناعة الدرامية. المصدر الإعلاني لا تتجاوز قيمته 40 مليون دولار وهو يكفي لإعاشة قناة تلفزيونية واحدة . والصناعة الدرامية تكاد تكون معدومة. فإلى أي وقت يمكن للمؤسسات المرئية التسعة أن تعيش وأن تكون مستقلة".
صدقة
وتوجه صدقة الى صاحب الكتاب بالقول:"كم ندين له طلابا وأساتذة من خلال شخصه وعطائه ندين له كباحثين في مراجعه عن الصحافة اللبنانية ودراسات تاريخ المهنة وتشكيل الرأي العام".
وقال في العميد مسلم "ها أنت مرة جديدة في هذا الكتاب كأنك تقف أمام اللوح في الصف حاملا الطبشورة لتعلمنا وتشرح لنا، لقد قمت بدورك كاملا وها الآن بات دورنا".
وعرض للأفكار الرئيسية التي تضمنها الكتاب بدءا من العنوان الذي أتى على غرار الرسالات التي تعتبر الهاما ووحيا أي ما فوق الخيارات الارادية للقول بأن الصحافة هي رسالة لبنان، الى العرض التاريخي لمراحل نشوء الصحافة في لبنان وتطورها وانجازات الصحافيين والصحف دون اهمال نقاط الضعف، ثم التطرق الى الأخلاق الاعلامية التي لا صحافة حقيقية من دونها، عارضا التجارب العالمية في المواثيق والشرعات للانتقال الى الحالة اللبنانية التي عرفت العديد من محاولات وضع مواثيق الشرف الاعلامية فالخاتمة التي ركزت على أهمية ارتباط الصحافة بالقيم الأخلاقية.
وأشار الى "أن الكاتب لم يقف عند حدود نقد مكامن ضعف الصحافة بل قدم اقتراحات عملية كي تتمكن صحافتنا من العودة الى حيث دورها الأساسي، فيعدد خطوات تبدو ضرورية لأي اصلاح في هذا الميدان بدءا من اعادة تنظيم المهنة ووضع قوانين وتشريعات جديدة وصولا الى تمويل شفاف ومعلن بما فيه تمويل حكومي لها كي لا تمد يدها الى تمويل من الخارج وما قد تجره من ويلات على هذه الصحافة وعلى الوطن في آن".
ختاما شكر مسلم الحاضرين وتم توقيع الكتاب .
ويستمر المعرض الى السابع من الحالي ويفتح أبوابه من العاشرة صباحا الى التاسعة مساء .