موضة بعيدة عن الموضة..
ولكنّ قد تسير الموضة اليوم في طريق التّراجع الفاضح والرّخص في الأقمشة والأفكار.
فما عاد المصمّمون بأغلبيّتهم يغرفون من خيال الجمال أكيالًا يتفنّنون من خلالها في الرّسم والخياطة؛ بل أصبحوا يلملمون من الإبتذال تصاميمهم، ومن الإثارة أفكارهم.
إذ تكثر في الأسواق الفساتين المحاكة بقماشٍ رخيص رثّ، كثيرًا ما يكون شفّافًا يغطّي قبح التّصميم بقوّة الإثارة والإغراء؛ إذ يعمد المصمّم إلى إبراز جسد الإمرأة ومفاتنها لا بجمال تصاميمه وسموّ حياكته، بل بجرأة لا تتّصل بالجمال والأناقة بأيّ صلة.
رخص النّوعيّة لا يؤثّر طبعًا على الأسعار، فالسّعر المحدَّد لقطعة معيّنة لا يرتبط بجمالها أو قماشها أو تعب حياكتها، بل بالإسم الذي وقّع تصميمها، لتصبح الموضة كغيرها من القطاعات التّجاريّة، تتأثّر بالعرض والطّلب وتبتعد عن فنّها الأصيل وعن العصر الذي يحيطها...