موسم الشتاء بدأ.. والدولة في سُبات عميق
شدّة العاصفة وأضرارها عاملان خارجان عن إرادة الدّولة، ولكن عدم الإستعداد لمثل هذه العاصفة، وعدم تأمين أدنى شروط البنى التحتية اللازمة لتسهيل حياة المواطن تتحمل مسؤوليتهما هذه الدّولة التي يبدو أنها دخلت بسبات عميق حتى قبل ابتداء موسم الشّتاء.
لا زلنا حتّى اليوم نخاف التنقل بسبب السيول التي تسببها العواصف، ولا زالت تشكل العاصفة، في فصل الشّتاء، مفاجأة لا يتوقّعها أحد مع العلم أن كتب الدّراسة كلّها تشير إلى أن الشتاء دائماً ما تصطحبه "عواصف ماطرة وثلوج على المرتفعات".
لا يلام اللبناني على تخوفه من موسم الشّتاء، هو الذي لطالما تغنّى بفصول بلاده الأربعة، فعندما لا تُؤمن البنى التحتية، وعندما تعتكف وزارة الأشغال عن أدنى واجباتها وهي تأمين الطرقات وفتحها متى أغلقتها الثلوج، لا بدّ لهذا المواطن أن يتحاشى هذا الفصل الذي تحوّلت روعته إلى كابوس بسبب كثرة الأضرار التي يسببها في المناطق كافة.
مع هذا التخاذل والإهمال، يبدو أن الدولة بحاجة إلى أكثر من عاصفة لاقتلاع الفساد منها، ومياه السيول مهما كثرت لن تكفي لجرف تقاعص وزراءها، ومع الأمل أن تشرق شمس الأمل على المواطن اللبناني نتمنى له شتاء دافئاً بعيداً عن تسونامي السّياسة التي تأخذ البلاد إلى عالم المجهول..