ثقافة ومجتمع
05 تشرين الثاني 2018, 08:00

من لاعب كرة قدم مشهور إلى كاهن دومينيكانيّ

ريتا كرم
عاش نجوميّة يحلم بها الكثيرون حول العالم، فُتحت له أبواب الشّهرة على مصراعيها لأنّه أتقن لعبته فصارت الأضواء تلاحقه وترفع إسمه عاليًا بين مشاهير كرة القدم. واليوم، تحوّل كبير يعيشه هذا اللّاعب إذ اختار أن يصبح في الظّلّ بعد الاعتزال ليُبرز إسم المسيح عبر كهنوت ارتدى ثوبه رسميًّا في الصّيف الماضي. هو لاعب مانشستر يونايتد السّابق فيليب مولرين الّذي حقّق النّصر لفريقه وبلده إيرلندا في 27 مباراة دوليّة.

 

مولرين البالغ الّذي خطا في بدايات الأربعين، تخلّى عن قميصه الرّياضيّ ليرتدي ثوب الشّمّاسيّة في قدّاس احتفاليّ في كنيسة المخلّص في دبلن الإيرلنديّة قبل أن يبرز نذوره الكهنوتيّة في صيف 2017. وقد اعتزل اللّاعب كرة القدم عام 2008، بعد أن كان قد شقّ طريقه إلى رحاب الملاعب مع فريق مانشستر يونايتد وهو لا يزال في الثّامنة عشرة من عمره، فيقترن إسمه بإسم أشهر اللّاعبين مثل دايفيد بيكهام وريان جيجز، وينتقل بعدها للّعب لصالح نادي نوريتش سيتي ثمّ كارديف سيتي.

في مقال سابق نشره موقع وكالة الأخبار الكاثوليكيّة (CNA)، أوضح مولرين في مقابلة بثّتها "دايلي مايل" سبب هذا التّوجّه قائلاً: "إنّ أحد أهمّ الأسباب الّتي جذبتني إلى الحياة الدّينيّة هي تسليم الذّات بكليّتها إلى الله من خلال العمل الكهنوتيّ والخدمة واتّخاذ الله مثالاً. وأن نثق بأنّ الله قادر على تحويلنا بنعمته على الرّغم من نقاط ضعفنا وعيوبنا. ومن خلال هذا التّحوّل يمكننا مشاركة فرح اللّقاء به مع الجميع… هذا بالنّسبة لي هو عماد الحياة الرّهبانيّة الدّومينيكانيّة وأحد الأسباب الرّئيسيّة الّتي جذبتني إلى هذه الرّهبنة".

ربّما هكذا تحوّل يثير الدّهشة والاستغراب، لكنّه يؤكّد أنّ الله يعرف متى وكيف يتدخّل ويضع البذور في قلب كلّ إنسان فتثمر في الوقت المناسب. فيليب مولرين تخلّى عن الرّبح المادّيّ الّذي تؤمّنه له شهرته لينذر الفقر والعفّة والطّاعة ويتسجّل، في العام 2009، بالكلّيّة البابويّة الإيرلنديّة في روما ويتابع دروسه في الفلسفة واللّاهوت ويتحضّر ليكون خادم الرّبّ ويحمل كلمته ويحتفل بذبيحته ويشهد أنّ "الله على كلّ شيء قدير"، وأمام نوره الإلهيّ تخفت كلّ الأضواء لا بل تختفي فاسحة المجال لشعاعه المقدّس أن يحيط بنا ويقدّسنا.