من أجل من سقطوا ضحيّة الأمس ومن أجلك يا لبنان نصلّي!
هو يوم فتّحت صوره جراح حرب لم تلتئم بعد، ووسّعت الصّدمة الّتي لم يُشف منها بعد شعب لبنان منذ انفجار مرفأ بيروت. يوم مشؤوم جعل أطفال المدارس يعانون الأمرّين، فهم عاشوا مشاعر الخوف والرّعب نفسها الّتي عاناها ذويهم قبل سنوات بسبب الحرب، وأعادت إلى ذاكرة أهلهم مشاعر الأحداث الدّامية الّتي اختبروها في صغرهم، فتهافتوا إلى أبواب المدارس لينقذوا أطفالهم المختبئين في أروقتها وتحت مقاعدها الدّراسيّة وداخل ملاجئها، هؤلاء الأطفال الّذين حاولوا الاحتماء بحامي الوطن ليصلوا إلى برّ الأمان.
واليوم، من أجل هؤلاء الأطفال وذويهم نرفع صلاتنا خاصّة لكي يشفيهم الله من صدمة الأمس ويزرع فيهم الرّجاء من أجل الغد.
اليوم، من أجل الجيش اللّبنانيّ نصلّي كي تبقى يد الله معهم فيحمون لبنان وشعبه من كلّ فتنة وحرب ومؤامرة.
اليوم، من أجل أن يهدي الله كلّ من عتّم الحقد عينيه وجرفه إلى حمل السّلاح وتوجيهه نحو أهل بلده، لكي يهتدوا إلى درب الأخوّة والسّلام.
اليوم، من أجل من كانوا السّبب في اشتعال الشّارع نصلّي، لكي يكفّوا أيديهم عن الوطن، ويتخلّوا عن مطامعهم ومصالحهم الخاصّة، وينزلوا عن عرش السّلطة الّذي يتنازعون عليه، ويعودوا إلى ضمائرهم ويشعروا بوجع مواطنيهم، ويتكاتفوا معًا لبناء وطن عُرف عنه أنّه "وطن الرّسالة".
اليوم، من أجل من سقطوا ضحيّة الأمس فماتوا، ومن أجل من أصابه رصاص الغدر فنُقل وسط دمائه إلى مستشفيات المنطقة، نصلّي!
اليوم، من أجل لبنان واللّبنانيّين نصلّي مستمطرين من العُلى السّلام والأمان وعودة الحياة الزّاهرة إلى ربوع وطن الأرز، فيشمخ من جديد فوق كلّ الأزمات المتتالية.
اليوم، بين يديك يا يسوع نستودع لبنان، طالبين حماية سيّدة لبنان وشفاعة قدّيسيه، فينهض وينفض عنه غبار الحرب الّتي لا تزال تلاحقه منذ عقود، ويستعيد عافيته.
إليك يا ربّ نطلب!