ما هي آخر أمنية للطّفل "ماكس الجّبّار" المريض بالسّرطان؟
هذه الأمنية طرحها الطّفل "ماكس الجّبّار" بعد أن قرّرت جمعيّة "Make-a-wish" (تمنّى أمنية) تحقيق حلم الصّبيّ الأخير قبل مفارقته الحياة الفانية وملاقاته النّصيب الأبديّ.
هي أمنيةٌ أتت بعد عام كامل من الانغلاق على الذّات في المستشفى، وبعد انقطاع تامّ عن أصدقائه، وبعد صراع لدود مع الألم والوجع الشّديدَين.
معاناة "ماكس الجّبار" المتأزّمة وتدهور حاله حتّما عودته إلى منزله، إذ بعد الاستشارة الطّبيّة، لمس أهل الطّفل عجز الأطبّاء عن مداواته في المستشفى، معاناة نقلتها أمّ الطّفل على مواقع التّواصل الاجتماعيّ.
إذًا أمام الطّفل المريض ساعات قبل انتهاء امتحانه الأرضيّ، والوضع الأليم استدعى صلوات العائلة ومشاركة الأطبّاء في التّضرّع إلى الرّبّ من أجل خلاصه.
هو هذا الالتفاف حول العائلة ما دفع بالأخيرة إلى أن تكون ممتنّة للجهود المبذولة من قبل الأحبّاء والغرباء لتحقيق فرحة "ماكس الجّبّار" الأخيرة، فحتّى المعلّمين في مدرسته، الذين أطلقوا عليه لقب "ماكس الجّبّار" لما في شخصيّته من خصال متميّزة كالاهتمام الدّائم بالآخرين والتّضحية في سبيل إسعادهم، رفعوا الصّلوات لخلاصه.
والدة هذا الطّفل البطل تعرف أنّ كلّ ثانية من حياة ابنها لها معنى، وهي تعرف أنّ الله لم يعدْنا بأنّنا سنعيش إلى الأبد، فلحين حلول لحظة الموت تلك، تريد أن تكون كلّ لحظة من حياة ابنها قيّمة. هي سعيدة بأنّها ستلاقي ابنها يومًا ما في الحياة الأبديّة، وهي تحترم مشيئة الله وتشكر الجميع على صلواتهم.
قصّة الطّفل "ماكس الجّبّار" وعظمة أمنيته الأخيرة تحمل إلينا كمؤمنين معاني روحيّة عظيمة. فأمام المرض والوجع والانقطاع، أبى الطّفل إلّا أن يودّع هذه الحياة في الكنيسة بين أحضان الرّبّ. أمّا نحن السّليمين والمتنعّمين بنعمة الصّحّة، فقلّما نزور بيت الله ونشارك في القداديس، فهل تكون قضّية مرض "ماكس الجّبّار" أمثولة روحيّة في حياتنا؟