ثقافة ومجتمع
24 آب 2017, 05:30

ما هي البلدان الأكثر اضطهادًا للمسيحيّين في العالم؟

ريتا كرم
"يبسط النّاس أيديهم إليكم، ويضطهدونكم، ويسلّمونكم إلى المجامع والسّجون، وتساقون إلى الملوك والحكّام من أجل اسمي. فيُتاح لكم أن تؤدّوا الشّهادة." (لو 21/ 12- 14)، شهادة لم يكفّ المسيحيّون عن تأديتها منذ أيّام المسحيّين الأوائل، بل هم لغاية هذه السّاعة يبذلون دماءهم دفاعًا عن إيمانهم القويم الّذي لا يتزعزع.

 

ولعلّهم أكثر الجماعات المضطهَدة في العالم اليوم. ففي عام 2016 وحدها، مات مسيحيّ كلّ 6 دقائق من أجل إيمانه، بحسب موقع Infochretienne. وها هو العام 2017 يخطّ حكايات أبطال في الإيمان ويعطي للعالم أمثولات في الصّمود والمقاومة. ففي حين يعيش العالم أزمات وحروب، تبرز دول عشرة في قائمة البلدان الأكثر اضطهادًا لمسيحيّيها وفق المؤشّر العالميّ لاضطهاد المسيحيّين، نضيء عليها وفق ترتيبها التّصاعديّ.

كوريا الشّماليّة: 24.5 مليون نسمة، 300 ألف مسيحيّ فقط. نظامها شموليّ وفيها ينظر الشّعب إلى رئيسهم بطريقة مقدّسة تصل إلى حدّ العبادة. هي أحد أكثر البلدان انتهاكًا لحقوق الإنسان، وفيها ينتشر أكبر عدد للجرائم المطبّقة ضدّ الإنسانيّة. أمّا مسيحيّوها فيمارسون شعائرهم سرًّا وهربًا من عقوبة الأشغال الشّاقّة.

الصّومال: 11.3 مليون نسمة لا يتخطّى عدد مسيحيّها المئات. يحكم البلاد إسلاميّون متشدّدون هدفهم إلغاء المسيحيّة الّتي تبني كنائسها تحت الأرض وتعيش جماعتها تعاليمها سرًّا.

أفغانستان: 34 مليون نسمة، بضع آلاف من المسيحيّين يهدّدهم صراع عرقيّ من جهة وتشدّد إسلاميّ من جهة ثانية، هم متّهمون بالخيانة ما يدفعهم إلى بناء كنائسهم تحت الأرض أيضًا.

باكستان: 197 مليون نسمة، 4 مليون مسيحيّ مستهدف. هم مهمّشون، مجبرون على الزّواج، حظوظهم في العمل محدودة، أضف إلى ذلك عمليّات التّنكيل والتّخريب تلاحقهم بشكل دائم.

السّودان: 42.1 مليون نسمة، 1.9 مليون منهم مسيحيّون ويُعتبرون مواطنون من الطّبقة الثّانية. في تلك البلاد حيث النّظام شموليّ إسلاميّ، يتعرّض كلّ من يترك الإسلام لخطر الموت بعد تهديد ووعيد. 

سوريا: 18.9 مليون نسمة، 794 ألف مسيحيّ هرب غالبيّتهم بعد أن احتلّ تنظيم الدّولة الإسلاميّة أرضها وانطلقت معها شرارة الحرب، أمّا مَن بقي فكان سيف داعش يقف له بالمرصاد، فمات من مات ونجا من نجا صامدًا في وطنه أو نازحًا لاجئًا في ديار الله الواسعة.

العراق: 38.6 مليون نسمة، 230 ألف مسيحيّ مهدّدين ذابوا في بلاد العالم بسبب تنظيم داعش الّذي استولى على أملاكهم ودمّر كنائسهم ونكّل بهم، فاستقلّ الكثيرون بينهم حافلة الشّهداء بينما آخرون ركبوا قافلة الهجرة الّتي ساقتهم لاجئين إلى بلدان عديدة.

إيران: 80.9 مليون نسمة، 800 ألف مسيحيّ ممنوعون من الاحتفال بطقوسهم باللّغة المحلّيّة، أمّا المهتدون حديثًا إلى كنف المسيح فهم مضطهدون بشكل قاسٍ حتّى السّجن.

اليمن: 28.1 مليون نسمة، بضع آلاف مسيحيّ يتخبّطون في أرضهم بسبب حرب ضروس تشهدها البلاد في ظلّ تنامي الإسلام المتشدّد وتفاقم الأوضاع الإنسانيّة سوءًا.

إرتريا: 5.4 مليون نسمة نصفهم من المسيحيّين. وهم بالرّغم من وجودهم الكثيف إلّا أنّ سيف الاضطهاد يلاحقهم بشكل مستمرّ لاسيّما مع انتشار الجماعات الإسلاميّة المتشدّدة.

كلّهم ألمهم واحد يواجهون بشجاعة وصبر وإيمان وصمود، يحملون صليبهم برجاء مؤمنين أنّ القيامة وشيكة لأنّ ربّ الحياة معهم.

اليوم، نوجّه أفكارنا إلى كلّ الشّعوب المضطهَدة في العالم ونحملهم في صلواتنا طالبين من الله أن يوقف نزيفهم ويشرق عليهم نور القيامة.