ماذا عن الحب في مكان العمل؟
يصف سيغموند فرويد الحب والعمل بـ "عماد البشرية"، فماذا لو وُجد الحبّ في مكان العمل؟
بالرّغم من القوانين الرافضة التي تفرضها بعض الشّركات، ما زال مكان العمل الشّاهد الأبرز على ولادة العلاقات العاطفية، وكشفت الإحصائيات أن ثلث العلاقات التي تبدأ في مكان العمل ينتهي بالزواج، ففي دراسة أعدها موقع "كاريربيلدر" الأميركي للتوظيف ثبت أن 30 ٪ ممن ينخرطون في علاقة عاطفية مع زميل في العمل ينتهي بهم الأمر إلى الزّواج.
قد يعود سبب هذا التفاهم الى الظّروف الصّعبة التي يواجهها الزميلين المرتبطين، فمن خلال العمل جنباً الى جنب يومياً يكوّن الشريكان صورة واضحة عن بعضهما: رؤية الشريك في حالاته كافة، تتيح فرصة التّعرّف اليه أكثر ما يساهم في بناء علاقة متينة.
كما تساهم هذه العلاقة ببناء روح التعاون بين الشريكين فيتساعدان لتنفيذ المهمّات كافة داخل وخارج نطاق العمل، ليصبح توزيع المهام بينهما أمراً بديهياً.
ووجود الشّريكان معاً يضيف نكهة خاصّة الى عملهما الذي يصبح أكثر تشويقاً، الرّومانسيّة التي تتكوّن بينهما تزيد الجوّ حباً وإيجابية، فالشريكان كثيراً ما يدعمان بعضهما، ويساهمان بخلق جوّ من المرح والثّقة ما قد يؤثر ايجاباً على نوعية الأداء العملي.
من جهة أخرى، يواجه الشّريكان تحديات عدّة في أوقات العمل أبرزها معالجة خلافاتهما، حيث يصعب على الثّنائي ضبط المشاعر السّلبية ما قد يؤثر على نوعية العمل وكيفية إنجاحه.
وقد تؤدّي العلاقات العاطفيّة الى التخلي عن الصّدقات داخل محيط العمل، فالشّريكان سيمضيان غالبية أوقاتهما معاً، الأمر الذي يحدّ من صداقاتهما خارج إطار العلاقة ما قد يسبب المتاعب لهما في حال الإنفصال.
في النهاية محيط العمل صورة مصغّرة عن الحياة الزوجيّة، حيث يرى الشريكان كل من حسنات وسيّئات بعضهما، ويضطران الى تقبّل الآخر وضبط النفس في جميع الحالات التي تفرض عليهما، والنجاح في مثل هذه العلاقة قد يكون دليلاً على متانتها وطريقاً نحو استمراريتها.
الحبّ يدخل القلب بلا استئذان، فيسرع دقّاته ويزيده سعادة، ويكتب سطور حكايات قد لا يمحيها الزّمن فماذا لو كتبت هذه الحكايات بريشة زميلين واجها أصعب اللحظات سوياً؟