ثقافة ومجتمع
15 نيسان 2016, 12:13

ليوناردو دا فينشي.. فنّان عصر النّهضة

ماريلين صليبي
الرّسم موهبة فريدة ومميّزة، ينقل المرء من خلالها الواقع الملموس إلى أبعاد فنّيّة منظورة، تصخب فيها الألوان وتتلألأ فيها الأشكال وتتخبّط فيها الإيحاءات. وقد يكون ليوناردو دا فينشي أحد أبرز الرّسّامين الذين نقلوا بريشتهم همسات الحقيقة وآهات النّفس واختلاجات الرّوح.

 

يُقال إنّ "بعض الرّسّامين يحوّلون الشّمس إلى بقعة صفراء، والبعض الآخر يحوّلون البقعة الصّفراء إلى شمس". هكذا كانت رسومات دا فينشي، تحاكي بمعظمها الطّبيعة وعناصرها، تأخذ أدقّ التّفاصيل وأتفهها لغايات جماليّة واضحة.

لم يكن دا فينشي رسّامًا وحسب، بل هذا الفنّان الإيطاليّ العبقريّ جمع مواهبه من أكثر من مجال، إذ كان موسوعيًّا وجزءًا من نهضة عصره؛ كان أيضًا مهندسًا، وعالم نبات، وعالم خرائط، ونحّاتًا، ومعماريًّا وعالمًا مشهورًا.

سخّر جميع مواهبه في رسوماته فكان ينحت بعض التّفاصيل مستخدمًا الطّين لإظهار الوجوه بشكل بارز. وقد قام دا فينشي بتأليف كتاب وصف فيه جميع رسوماته الفنّيّة والنّحتيّة، كما أنّه قام بوصف فنّه المعماريّ والعسكريّ.

ارتبط إسم ليوناردو دا فينشي بلوحة الموناليزا المشهورة التي لا تزال موجودة حتّى يومنا هذا. صبّ فيها دا فينشي إبداعات خلّاقة رفعته إلى مستويات وصفه فيها المحلّلون بالمفكّر والباحث والرّسام والمبدع والفيلسوف لحظة رسمه لتلك اللّوحة.
ترك دا فينشي بصماته أيضًا في عالم الاختراعات إذ حاول طرح إمكان صناعة غواصّة من أجل الغوص في أعماق البحار، كما أنّه حاول أن يستغلّ الطّاقة الشّمسيّة من خلال المرايا.

ومن أهمّ أعمال دا فينشي الفنّيّة لوحات دينيّة مسيحيّة كلوحة تعميد السّيّد المسيح التي تصوّر تعميد يوحنّا المعمدان للسّيد المسيح في نهر الأردن، لوحة الوحي التي تصوّر وحي جبرائيل للسّيّدة العذراء عن حملها بالمسيح، لوحة تمجيد المجوس التي تصوّر العذراء والمسيح الطفل بينما المجوس راكعين يمجّدونه، لوحة العشاء السّرّيّ، لوحة العذراء و القدّيسة حنّة ويوحنّا المعمدان مع المسيح الطّفل ولوحة "يوحنّا المعمدان".