ثقافة ومجتمع
03 تشرين الأول 2018, 13:00

للمرض طبيب واحد!

ماريلين صليبي
ميشال الحجل، صبيّة اجتاحت صورها مواقع التّواصل الاجتماعيّ، والسّبب، جمع التّبرّعات.

 

هي ابنة الـ٢٤ عامًا التي دخلت مسابقة ملكة جمال لبنان قبل سنة لجمال وجهها وطول قامتها وذكائها، قبل أن يقرّر المرض اجتياز حياتها.

ميشال اليوم مصابة بمرض Non Hodgkin’s lymphoma وهو سرطان يبدأ في خلايا الدّم البيضاء التي تسمّى الخلايا اللّيمفاوية، والتي هي جزء من جهاز المناعة في الجسم.

منذ أن عرف النّاس بقصّتها حتّى سارعوا بنشر صورها، والمطالبة بالتّبرّع بمبالغ ماليّة لتغطية تكاليف العمليّة الجراحيّة الباهظة في الولايات المتّحدة.

العطف الذي غمر ميشال من قبل محبّين لم يعرفوها يومًا كان لافتًا، عطف هو أساسيّ في الدّواء الشّافي. فالمريض بحاجة ماسّة إلى من يعطف عليه، يتقبّل مرضه، ويسانده.

العطف قابلته نسبة تبرّع واسعة، فالمريض هنا أيضًا يتعزّى عندما يرى اندفاع الآخرين المادّيّ الذي يقرّبه من لمس الحلّ الطّبّيّ.

ولكن في وسط ضجيج العطف والمادّيّات، هل فكّرنا بالصّلاة؟

أكثر ما يحتاجه المريض هو الصّلاة الصّادقة: "يا بنيّ، إذا مرضت فلا تتهاون، بل صَلِّ إلى الرب فهو يشفيك" (سفر يشوع بن سيراخ 38: 9)، هكذا هو الرّبّ حاضر لشفاء المريض وإسكات ألم الجرح.

الرّبّ هنا، يتأمّل في الصّلوات ويستجيب إليها، لا يترك أنينًا إلّا ويسكته، ولا يرى سيلان دم إلّا ويوقفه، ولا يشهد على تدهور حالة صحّيّة إلّا ويرفع مريضها إلى حيث الرّاحة.

لميشال ولغيرها، لنصلِّ! بالصّلاة الكثيرة ننال النّعم الكثيرة، فلنتّحد بالرّبّ برجاء وثقة ولندرك تمامًا أنّ للمرض طبيب وحيد، وهو الرّبّ يسوع الذي، ومهما حصل، يدبّر مشيئته المحيية.