لقاء حول تأثير اللجوء السوري على النساء وشهادات حية للاجئات
وقد افتتح اللقاء بكلمة التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني ألقتها مسؤولة الإعلام فيه حياة مرشاد، وأضاءت من خلالها على معاناة النساء مع اللجوء، فقالت: "يسعدني وبإسم التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني أن أرحّب بكم وبكن في هذا اللقاء الهادف إلى مناقشة تأثير اللجوء السوري على النساء السوريات واللبنانيات، والذي يأتي في إطار مشروع "إشراك المجتمعات المحلية والقادة المحليين في الوقاية من العنف ضد المرأة" الذي ينفّذه التجمع خلال حملة الستة عشرة يوماً لمناهضة العنف ضدّ المرأة بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان".
وأضافت: "ربما الحديث عن تأثير الأزمة السورية على لبنان ليس بجديد، خاصةً مع توقّع وصول عدد اللاجئين السوريين إلى أكثر من 1.3 مليون لاجئ ولاجئة في العام 2015. ولكن، ما يعنينا بالدرجة الأولى في هذا الإطار وبصفتنا منظمة نسوية تعمل لمناهضة كافة أشكال العنف ضدّ النساء وتحقيق المساواة بين الجنسين، هو تأثير هذه الأزمة في سوريا على النساء السوريات منهن واللبنانيات".
وتابعت مرشاد: "لقد إنطلقنا في عملنا من قناعتنا بأن أعباء الحرب تقع على كاهل المرأة بشكل مضاعف، فالنساء والفتيات أكثر عرضة لمختلف أشكال التمييز والعنف أثناء الأزمات ويواجهن عقبات إضافية، وأحياناً مستعصية أمام تحقيق العدالة، إذ أن العنف الذي تعاني منه المرأة اللاجئة أو النازحة يعتبر تجلياً صارخاً لما تقاسيه المرأة من تمييز وإساءة معاملة في أوقات السلم، ولانعدام المساواة في علاقات السلطة بين الرجل والمرأة في معظم المجتمعات".
واعتبرت أن "حجم معاناة النساء السوريات، اللواتي دفعن الثمن الأكبر للحرب الدائرة في بلادهن، قبل اللجوء إلى مأساة اللجوء والشتات، يمكن إختصاره بالوقائع الآتية: الإغتصاب، التحرش، العنف المعنوي والجسدي، الصدمات النفسية، العنف المنزلي الذي يفقد المرأة الشعور بالأمان داخل منزلها، التزويج المبكر والقسري في سياق النزوح وتناقص الموارد، تحول عدد من اللاجئات الى مهنة البغاء والدعارة بهدف تأمين لقمة العيش لأولادهن وعائلاتهن، تنامي جرائم الشرف في حق من تمّ اغتصابهن خلال الحرب في سوريا، فقدان الحد الأدنى من المقومات الاقتصادية والاجتماعية، التعرّض للإستغلال مقابل الحصول على الخدمات، إضافة إلى مشاكل الاكتظاظ، والجو السياسي غير الآمن. دون أن نغفل طبعاً، أنه وعلى غرار المرأة اللبنانية، تصطدم المرأة السورية بضعف الإطار القانوني في لبنان لحماية النساء من العنف القائم على النوع الاجتماعي، الأمر الذي يسمح للمرتكبين بممارسة العنف ضد المرأة من دون الخوف من أي عقاب، سواء من الدولة أو من المجتمع نفسه".
وأردفت مرشاد بالقول: "كأنّ كل هذه الكوارث لا تكفي المرأة السورية، حتى يأتي ارتفاع مستوى التوتر بين اللبنانيين والسوريين ليزيد الطين بلّة. وقد علت صرخة الكثير من اللبنانيين واللبنانيات في الفترة الماضية بعدما أدى ارتفاع تدفّق اللاجئين واللاجئات في بعض البلدات اللبنانية إلى الضغط على الخدمات الأساسية وعلى رأسها الصحية والتعليمية".
ولفتت إلى أن "النساء اللبنانيات عبّرن عن تأثّرهن بشكل كبير جرّاء النزوح السوري، إذ على سبيل المثال أفاد عدد منهن عن فقدان وظائفهن لصالح اللاجئات السوريات اللواتي يقبلن بالعمل مقابل أجور أقل، أي بمعنى آخر يتعرضن لإستغلال إقتصادي بسبب الحاجة. يضاف إلى هذا الواقع المزري الذي تعيشه اللاجئات السوريات في لبنان، الشحن المذهبي والطائفي والعنصري تجاه اللاجئين السوريين بشكل عام، من قبل شرائح المجتمع اللبناني كافة".
وقالت: "إذاً، ومما لا شك فيه فإن واقع اللجوء كرّس أشكالاً من التفنن في العنف ضد النساء، مما يفرض على المجتمعات المحلية والقادة المحليين والجمعيات الأهلية والدولية العمل على إيجاد سبل وآليات عملية من شأنها مساندة النساء السوريات وحمايتهن من أشكال العنف المختلفة التي يعانينها، بالإضافة إلى تخفيف الإحتقان بينهن وبين نظيراتهن اللبنانيات وبناء جسور الوحدة بينهن لمواجهة هذا الواقع الصعب الذي يحرم اللاجئات السوريات من حقّهن بأن ينعمن بمكان آمن في الإطارين العام والخاص".
وأكدت مرشاد أن "شجب العنف ضد المرأة في جميع الظروف والالتزام بوضع حد للعنف ضد النساء اللاجئات والنازحات من خلال وضع الإستراتيجيات وإتخاذ خطوات عملية للحماية وجبر الضرر، يشكل مسؤولية جماعية في هذه اللحظة التي تعيشها المنطقة، مما يستدعي جهوداً مشتركة، إذ أنه من المهم ضمان أن تأخذ سياسات اللجوء بعين الاعتبار ظاهرة الاضطهاد بسبب النوع الاجتماعي والإحتياجات الخاصة بالنساء لكونهن نساء".
شهادات حيّة للاجئات
من ثمّ، جرى عرض فيلم وثائقي بعنوان "هنّ: شهادات حية لنساء سوريات حول أثر اللجوء عليهن" من إعداد مصطفى عاصي وإنتاج التجمع بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث استعرض حالات عدد من اللاجئات وسلّط الضوء على معاناتهنّ مع اللجوء.
زعيتر
بعدها، أدارت المديرة التنفيذية في التجمع منار زعيتر، نقاشاً بين الحاضرين\ات، هدف إلى طرح سبل وآليات عملية من شأنها مساندة النساء السوريات وحمايتهن من أشكال العنف المختلفة التي يعانينها، بالإضافة إلى تخفيف الإحتقان بينهن وبين نظيراتهن اللبنانيات وبناء جسور الوحدة بينهن لمواجهة هذا الواقع الصعب الذي يحرم اللاجئات السوريات من حقّهن بأن ينعمن بمكان آمن في الإطارين العام والخاص.
ثم، جرى نقاش بين الحضور حول كيفية تحسين مستوى عيش اللاجئين ودعم المجتمع اللبناني وتطوير البنى التحتية وتعزيز الخدمات في لبنان.