ثقافة ومجتمع
17 تشرين الأول 2022, 07:00

لا تشته مقتنى غيرك...

ماريلين صليبي
هي وصايا الله العشر ما يدفع بالمرء أكثر إلى التّفكير مليًّا بتصرّفاته والتّأمّل في حاله والعمل على تهذيب روحه.

 

هي وصايا أشبه بتعاليم روحيّة أراد الله من خلالها ضبط طيش المرء الخاطئ وضعفه.

وها هي وصيّة "لا تشته مقتنى غيرك" واحدة من أكثر الوصايا خرقًا من قبل الإنسان، خصوصًا في هذا العصر.

إذ قد يتّصف هذا العصر بالسّعي خلف التشبّث بالمظاهر البالية وخلف آفة عدم الثّقة بالنّفس وبالله.

كثيرون هم من لا يشعرون بالرّضى أو بالثّقة بأنفسهم وبالله القدير العظيم فيطيحون بالقناعة بعيدًا متأمّلين ممتلكات الآخرين بحسرة وغصّة وخجل.

كثيرون هم أيضًا من تعمي قلوبهم الغيرة القاتلة فيرمقون إلى ممتلكات الآخرين بعين حاقدة ومهدِّمة تضمر الأذى والنّميمة والدّمار.

وكثيرون هم من لا يقدّرون ما يُنعمه الله عليهم، فلا يرون مثلًا منازلهم جميلة ولا تكون ممتلكاتهم مرضية بالنّسبة إليهم.

وإلى هؤلاء، الرّبّ عبر وصيّته يقول: البيت الجميل هو الذي يشعّ فرحًا ودفءًا ومحبّة، والمقتنيات الأخرى هي كلّها هديّة من الله.

كلّ شيء يأتي من الرّبّ مدبّر ليخدم مشروعًا خلاصيًّا رسمه الله بالحكمة والخير والصّلاح.

لتكن العيون الرّامقة ممتلكات الآخر مرآةً تشعّ فرحًا بفرح الآخر، امتنانًا لغنى الآخر، شكرًا على كلّ شيء.

صحيح أنّ القناعة كنز لا يفنى، والأصحّ أنّ كلّ ما يأتي من الله إلى حياتنا هو نِعمة أغنى من كلّ الكنوز.