ثقافة ومجتمع
01 تموز 2016, 14:44

كلّنا.. لبنان!

ماريلين صليبي
"هالدّني شو زغيري".. عبارةٌ يردّدها اللّبنانيّون في كثيرٍ من الأحيان وفي مواقف عديدة يُصادف فيها مثلًا أن يُعجَب شخصان بوجود صديق مشترك بينهما."الدّني مش زغيري".. لكنّ لبنان، هذه الرّقعة المتربّعة شرق المتوسّط الممتدّة على مساحة 10452 كم2، هو الصّغير؛ صغيرٌ جغرافيًّا، قليلٌ ديمغرافيًّا، متأرجحٌ إقتصاديًّا، غير مستقرّ سياسيًّا، إنّما كبيرةٌ هي محبّة شعبه، كثيرةٌ هي ميزاته، ثابتةٌ هي إرادته، مستقرّةٌ هي حفاوة أبنائه.


قبل ثلاثة أيّام، دوّى أديم القاع بضوضاء العنف واشتعل أهل المنطقة بنار الألم لفقدانهم مدنيّين أبرياء هُدرَت دماؤهم في يوم مأساويّ طبع البقاع.
إلّا أنّ هذا اليوم الدّامي ترك بصماته الموجعة ليس على البقاع وحسب، بل لبنان بكلّ محافظاته وكلّ مناطقه عانى الوجع نفسه، وجعٌ حرق قلوب اللّبنانيّين مسلمين ومسيحيّين، تابعين لأحزاب سياسيّة مختلفة، آتين من كلّ الأرجاء، وجعٌ تضامن الجميع لإزالته، فوقفوا وقفة عنفوان وصمود ليوقفوا نزيف الدّم الحارق.
شهداء القاع هم شهداء الوطن أجمع، كلّ انفجار من انفجاراتها التّسعة غُرس في صميم كلّ محافظة من محافظات لبنان، ليُداوَى أثرها بوقفات تضامنيّة نظّمها أهالي مناطق مختلفة طوال ثلاثة أيّام.
هكذا كان لبنان، هكذا هو، وهكذا سيبقى.. لبنان الضّيافة والكرم، لبنان المحبّة الدّائمة، لبنان التّضامن الواحد، لبنان الأمل بغد مشرق، فكلّ ما يمسّ منطقة أو فئة معيّنة يمسّ لبنان أجمع!