أخبارنا
17 حزيران 2015, 21:00

كلمة جاك الكلاسي في بكركي يوبيل تيلي لوميار 25 سنة

منذ 30 سنة ، اي خمس سنوات قبل تأسيس التلفزيون، كنت اسمع الأخ نور يقول لوالدي: " بدي أعمل تلفزيون". واكمل قائلا : " تلفزيون ما يكون تجاري ولا حزبي ولا بيحط دعايات، لا يبيع ولا يشتري تلفزيون تكون شغلته بس بناء هالأنسان اللي دمرته الحرب ".
عندها
سأله والدي كيف تسطيع تأمين تمويله واستمراريته،
كان جواب الأخ نور : "بالصلاة والصوم "
وتابع وقال: " من 2000 سنة أتى يسوع على هذه الأرض ولم يكن لديه مال وجيوش وسلاح ، قلب المفاهيم ، قلب المقاييس، قلب التاريخ وصار هوالتاريخ".
اليوم بعد 30 سنة على ما سمعته، لم يعد باستطاعتي الّا تأكيد : ما قرأتُ على مقاعد الدراسة :
"لوعرف الإنسان مفعول وقوة الصلاة لأمضى حياته راكعاً يصلي".
قبل ان بدأ التلفزيون بمسيرته ، طلب الأخ نور من علمانيين : أصدقاء ومكرّسين تكوين مجموعات صلاة لتحقيق هذه الأمنية،
وأنا ورفاقي ( جورجنعمتانطوان - رولى – سنا ) كنا كل أسبوع نلتقي في بيت من بيوتنا لنتشارك بالصلاة على النيّة تحقيق هذه الأمنية.
قبل انطلاقة التلفزيون، وبزيارة لراهبات الكرمل في حريصا لطلب الصلاة على هذه النية، حينها كانت الأخت Marie De Jesusالرئيسة والتي قالت: يجب ان يكون إسم التلفزيون "صلاة"على شفاه كل الناس وأول كلمة قالتها Tele Lumiere وهكذا حدث.
وبزيارة ثانية لراهبات Clariste - اليرزة قبل ان يبدأ التلفزيون ، طلبوا ان تكون Ste Claire شفيعة هذا التلفزيون .
Ste Claire هي أول من شاهد مباشرةً أول قداس وكأنها تشاهده على التلفاز
بأيام مرضها كانت العناية الإلهية تسمح لها أن ترى وتشاهد القداس بكل تفاصيله وهي على فراش المرض، حتى إنها كانت تخبر الكاهن عن لون الثياب التي كان يرتديها.
أول دعم مالي من خارج لبنان للتلفزيون قيمته 3817 $ وقد وصلنا من سجناء بإيطاليا أمتنعوا عن التدخين عدة أسابيع وبالمال الذي كانوا يشترون به الدخان تبرعوا فيه لتيلي لوميار.
الدعم الثاني وهوبقيمة 10.000$ من خارج لبنان وصل من بابا يوحنا بولس الثاني بأول حبريته.
منذ ذلك الحين إختبرنا كيف ان العناية الألهية مرافقة للمحطة بالرغم من كل المصاعب والتحديات.
وهنالك أنواع من التحديات بقيت طي الكتمان ، ونذكر مثلاً كيف كانوا شهود يهوه يحاربوننا، وكانوا يقصدون محطات البث ويقطعوا اسلاك الكهرباء أويطفّوا المحّول ليجعلونا سخرية امام الكنيسة والمشاهد.
ورغم هذا كله بقينا واستمرينا.
وعندما يريد الرب يسوع شيئاً . ابتعدوا من الطريق لانه قادر على كل شيء.
لقد شهادتم وسمعتم رفاقي الذين رافقوا نشأة هذا التلفزيون منذ انطلاقته لم يكن بيننا إعلامي واحد أو احداً يحمل شهادةً في الإعلام، ولكننا القينا الشبكة.
ليس بالتخطيط المفرَط والدقيق ولا بالمال ولا بذكائنا وصلنا الى هنا،
نحنا هنا، بصلاة ودعاء وتقديمات الفقراء.
كثيرون ممن اتصلوا لتهنئتنا باليوبيل
البعض يقول الله يطول بعمركم
وآخرون يقولون ألله يطول بعمر هالتلفزيون
والبعض الآخر يقول الله يأخذ من عمري ويعطي هالتلفزيون
لكن ألطف ما سمعته، هو ما اتى على لسان امرأة ختيارة عمرها 80 سنة اتصلت وقالت: "الله يطول بعمري تضل أحضر تيلي لوميار".
المنطقة العربية أغنى منطقة إقتصادياً (بكفي البترول)
75 وبعد لدينا مليون أمّي
و50 مليون عاطل عن العمل
وبعدنا منسأل لماذا الحروب؟؟؟

جربنا كل شيء وللأسف ما تعلمنا شيء...
جربنا حرب لبنانية/ اسرائيلية
جربنا حرب لبناني / فلسطيني
جربنا حرب لبناني / سوري
جربنا حرب مسلم / مسيحي
جربنا حرب مسيحي / مسيحي
جربنا حرب شيعي / سني
وما تعلمنا شيء ، ما تعلمنا شيء...
ما زال اعلامنا راضٍ عن حاله... إعلام يصبّ الزيت على النار
اريد ان إسأل هذا الإعلام أي حرب يريد ان يجرب بعد؟؟
السؤال الكبير كيف نداوي هذا الحقد وهذه الكراهية الذين إنزرعا في قلوب الناس.
من المستحيل ان نبني إنسان على إعلام أساساته قائمة على الشتيمة والإهانة والفضائح والتشهير.
من المستحيل أن نبني عائلة بعنف كلامي، بتجريح وتحريض طائفي وحكي بلا أدب وحوار طرشان.
من المستحيل أن نبني وطن على أساسات كلها رذيلة وعار وذلّ ومآسي .
زرزور سيجارة يولّع غابة بكاملها
كذبة صغيرة تقود الى كارثة ، وللأسف ، وراء كل كذبة إعلام لا مسؤول
من يسرق تفاحة كي يأكل . يحاكم سنة .
ومن يسرق وطن يتوج.
من يقتل إنسان .... هو مجرم.
ومن يقتل شعب .... هو بطل.
لا أفهم ما هي الأهداف التي وضعها شياطين هذا العالم لهذا الشرق؟؟:
نصف مليون قتيل،
مليون جريح،
مليون معتقل ومخطوف وأسير ومفقود
7-8 ملايين مهجّر داخل بلادن
10 ملايين مهجّر خارج اوطانهم
كنائس تحرق، أديرة تهدم، تحف لحضاراتنا وتاريخنا تدمر اومعروضة للبيع.
في ظل كل هذه الأجواء والإنقسامات بقيت تيلي لوميار وحدها علامة وحدة، ليس فقط بين الكنائس وعلى صعيد الوطن ايضا .
تيلي لوميار من ثمارها تعرفونها
تيلي لوميار ليس عندها دولة تسندها ... ( للأسف نرى العكس )
تيلي لوميار ليست مرتهنة لأحزاب أولأصحاب مال أو لأهداف خاصة
لذلك تيلي لوميار قادرة ان تحقق أشياء غيرها غير قادران يبدأ بها.
إختبرت وتعلمت الكثير من تيلي لوميار على مدار 25 سنة
1- تعلمت انه كما مثلما إعلامنا ..... نكون.
2- تعلمت أن المحبة أجمل عطايا الله.
3- تعلمت أن إلهنا ليس إله بلبلة.
4- تعلمت إن المحبة معدية.
5- تعلمت أن الحزن والألم والدموع والأوجاع كلها،نستعملها مواد تنظيف لغسل القلوب من الحقد والبغض والكراهية والإنتقام.
6- تعلمت أنّه كل ما هاج البحر وقويت العاصفة وعلي الموج وأستأسد العنف وأزداد الخوف واليأس وأشتدت الحرب على الكنيسة، تبقى شاشة تيلي لوميار لتذكّرنا :أن يسوع معنا على السفينة.
تيلي لوميار قلب جديد في الكنيسة وللكنيسة "ومن القلب الجديد يولد السلام".
ومهما تطول الأزمة.... "الحلّ آت"
كل شيء له نهاية....
لاشي يدوم إلا وِجه الله
تيلي لوميار باقية طالما تعكس لنا وِجه الله.