أخبارنا
02 كانون الأول 2015, 22:00

كلمة المحامي الدكتور أنطوان سعد في تكريم تيلي لوميار من الاتحاد الكاثوليكي للصحافة

أن تكرِّم يعني أن تعطي من كرﹾمك ومن كرَمك، وأن ترى في من تكرّمُه صورة عن كرامة اوتيتها وباتت شيئاً من وجودك. هكذا نقرأ تكريم الاتحاد لتيلي لوميار، وكأنه اتحاد معه وبه، يقترب من التماهي، ويبقى في تمايزهما مميزا... فالتلفزيون والاتحاد ركنان يتكاملان في صرح الاعلام المسيحي، منذوران للكلمة، المتجسدة والمتجددّة، الحرة والمسؤولة، حاملة البشرى السارة الى عالم يفتش عن المسرة والرجاء، وقد اعياه زمن الانتظار الطويل.

هذه البشرى أردناها شهادة انجيلية حقة، بالكلمة والصورة والصوت، نعيشها شاشة تملأ حنايانا والبيوت، وننادي بها على السطوح، فضائيات تملأ السماء وتهبط منها لترفعنا اليها من جديد.

 

إن يوبيل تيلي لوميار الذي وددتم تحيته الحين ليس يوبيلاً  قائماً في الزمان او مقيماً في سنواته الخمس والعشرين  وحسب، انما هو خط مستمر كان بالقوة قبل أن يصبح بالفعل مع ولادة المحطة، ونموها واستمرارها الى ما شاءت مشيئته... فالخط الذي ترسمه العناية يتخطى خطوطنا والخطط المرسومة، ويخترق خرائطنا المحددة والمحددودة، ويقرر لنا وعنا وجهة السير وتوجهات المصير.

ليس هذا الكلام طوباوياً او افتراضياً انما له ترجمة ملموسة ومحسوسة، «يعرفها ويقرأها جميع الناس»: فالمكرمّة محطة ام هي تيلي لوميار، وفضائية لها هي نورسات، ومحطات متخصصة تدور في فلكها وترفدها بمواهب مضافة: نور الشرق، نور الشباب، نور مريم، نور كيدز، نور القداس.

واليها تضاف على الانترنت نور الكلّمة، نور سبيرتس ونور الموسيقى.

يشاهدها أكثر من عشرين مليونًا عبر العالم، أما البوابة الالكترونية الخاصة بالتلفزيون فيزورها كل يوم نحو 300 الف زائر ويحظى موقع التواصل الاجتماعي الخاص به ب 400  ألف مؤيد (Likes) بالاضافة الى عشرة ملايين ونصف مشاهد على اليوتيوب... و اذا استرسلنا بعرض ارقامنا فالكلام يطول...

 

هذا ما نقدمه لليوبيل، بل هذا ما يعنيه  لنا اليوبيل: سلال تضحك للغلال، واجاجين نود أن نملأها الى فوق، ووزنات نجهد دوماً في تفعيلها وتثميرها كي تليق برب العمل.

 

إن الاعلام المسيحي الذي من اجله كان الاتحاد وكنا ليس لترويج عقيدة او نشر معتقد، فالمسيحية لا تحتاج الى اعلان دعائي وتسويق انما هو، كما رأه الفاتيكاني الثاني، وسيلة اتصال اجتماعي هدفها الانسان، قامة وقيمة، والمجتمع، جماعة وعلاقات، يروحنها عمل الروح ويسمو بها الى قدسية الدور الذي دعينا اليه جميعاً.

 

فاعلامنا هو اعلام انفتاح وحوار في زمن الانعزال  والتقوقع.

هو اعلام حرية وقبول للآخر في زمن الالغائية  والتزمت.

 هو اعلام معرفة وتربية  وتثقيف في زمن الجهل والتجهيل والتسخيف.

إنه الاعلام الذي يعزز هويتنا ويركز رسالتنا ويجعلنا اكثر حضوراً في مجتمعنا واثراً في اوطاننا وتأثيراً في تقرير مصيرنا.

من هنا فان تنامي محطاتنا المسيحية وتزايد نشاط مؤسساتنا الاعلامية، بدءاً من الاتحاد الكاثوليكي للصحافة

لعلامةٌ من علامات بقائنا في الشرق ولقائنا الدائم مع اهله...

هو سلاح نشهره باسم الحقيقة وبهذا السلاح نستمر «وبهذه العلامة ننتصر».

 

معاً نتابع دورنا ودعوّتنا لنكون نوراً للعالم، فتبقى مصابيحنا مشتعلة وموضوعة على منارات الامم وعلى دروب الاجيال.

فالشكر لكم باسم التلفزيون الذي تكرمّون،  وهو بكم مكرَّم، والتقدير للاب القدير العزيز طوني، الذي جعل من الاعلام نذره الرابعً وكهنوته الاخر، يقّدسه ويرفعه  قرباناً على مذابح الكلمة... والكلمة صارت صفحة ويراعا وشاشة ومذياعاً، منها يطل الله ومعه نُطلّ كلنا على الحداثة والعالم والتاريخ...