أخبارنا
23 تموز 2015, 21:00

كلمة السيّد جاك الكلاسي في مؤتمر مسيحيي الشرق الأوسط تراث ورسالة

(جوزفين الغول، نورسات) تحت عنوان الإعلام المسيحي في خدمة الواقع الحقيقي والذي تقيمه الرابطة المارونية في مؤتمرها المنعقد في جامعة سيدة اللويزة بين 24 و25 من الشهر الجاري كانت مداخلة لمدير عام تيلي لوميار رئيس مجلس إدارة نورسات السيّد جاك الكلاسي شرح فيها عن دور الإعلام المسيحي في خدمة الواقع وفي بناء الانسان .
وبدأ كلاسي مداخلته متسائلًا عن مفهومي الاعلام الديني والواقع الحالي  فقال: البعض يصنّف الإعلام المسيحي في خانة الاعلام الديني  اي الاعلام الذي يكون في خدمة القضايا الدينية  ولترسيخ الأفكار والعقائد الدينية .النظرة الى الاعلام الديني ليست في اغلب الاحيان منطقية  وواقعية  اذ ينظر اليها من زاوية التطرف  والتعصب او على انها اعلام فرضي  يفرض على الناس افكار ومعتقدات لا تخلو من الضغط  والتعنيف وهذا صح وخطأ: صح عندما يكون هذا الاعلام متطرّفًا، وخطأ عندما يكون هذا الاعلام معتدلًا هدفه خدمة الانسان.
وأكمل موضحًا ان واقع الاعلام اليوم هو واقع محبط لما تتناوله وسائل الاعلام من مضامين وصور تتنافى مع رسالة الاعلام السامية، بحيث يجب أن يكون العلم والمعرفة في خدمة المجتمع والإنسان .
وبات الواقع حتمية تكنولوجيا فرضت وسائل الاتصال الحديثة والتي بدورها فرضت تغيرات في المجتمع لا تخلو من الخطر على الاطفال والشباب والعائلة .
واستشهد متخوفًا من هذه المخاطر بقول "آنشتين" الذي حذّر من اليوم الذي تتفوق فيه التكنولوجيا على العقل البشري حينها سوف يحكم العالم جيل من الحمقى.
وشرح أنّه في واقع اليوم :
- الأخبار  لم تعد تنقل الخبر السار  good news فالاخبار بأغلبيتها هي: أخبار الحروب – الدمار – العنف – التحريض – السرقات – القتل - ...
- البرامج والمسلسلات لا تحمل في مضمونها الّا قتل، عنف، تعنيف نساء، استهتار في القيم وسيطرة ذكورية، خيانة مبررة  في ظلّ غياب القيم والتقاليد العريقة.
أهداف اعلام اليوم هي الربح ومسايرة الواقع والمصالح الضيقة. 
والاعلام صُنّف سلطة رابعة، تابع السيّد كلاسي، فعلى من تمارس؟ انها تمارس على الاعلامي والموظف الذي يجب أن ينضوي تحت سلطة المسؤول وسقف المؤسسة فيحدد له ماذا يقول؟ ولمن يقول؟ ومتى يقول؟ حتى بعض اصحاب المحطّات  يعتبرون ان الوسيلة والإعلامي والمشاهد هم ملكاً لهم فيتحدثون بلغة النسبة ويقولون : "هول مشاهديني "
وسلطة على المشاهد؟ الذي يتلقى ويستهلك ما يقدم له من دون مناقشة او رأي والحقيقة باتت جزئية ونسبية.
كما وعرض الحلول الممكنة  والتي لن تتحقق الا بإعلام انساني يتسلح بالقيم الانسانية والاخلاقية ويلتزم خدمة المجتمع وقضاياه :
- يضيء على مشاكل الفقر والجوع والنقص في الخدمات.
- يدافع عن حقوق الإنسان. 
- الاعلام الحقيقي هو الاعلام الذي يفتش عن الحلول ويساعد على ايجادها.
- اعلام يخدم التربية والتعليم والترفيه.
- اعلام يخدم المجتمع ويخدم الوطن.
- اعلام يحافظ على الطبيعة والبيئة ويكشف الغنى الموجود فيها وثرواتها وكنوزها المخفيّة.
- اعلام يحافظ على التاريخ والحضارة والتراث ويرشف من الماضي  ليقوي الحاضر ويستشرق المستقبل. 
- اعلام يبني الثقافات والعقول ويساهم في تطوير المجتمعات
وركّز على الدور الذي لعبته تيلي لوميار وفضائياتها في نشر القيم  والالتزام بالانسان كقضيتها الاولى من خلال التزامها بخالق الانسان والكون وتركيزها على البرامج التى تصقل المواهب وتربي النفوس وتحمل الخير  والجمال. 
وختم قائلاً اعلامنا المسيحي قادر ان يدواي الوقع المرير وان يبلسم الجراح.
اعلام اليوم ينقل صورة اليوم، الاعلام المسيحي ينقل صورة الواقع الآخر، ينقل صورة الغد؛ فمهما تقوى العاصفة  وتعلو الامواج ويزداد الخوف  وتشتد الحروب، يبقى اعلامنا المسيحي ان امير السلام يسوع المسيح هو معنا على السفينة.
 
وردًا على بعض التعليقات الواردة، أجاب السيّد الكلاسي "أنه لصحيح منذ ألفي سنة أو حتى منذ تاريخ البشرية كانت هناك أعمال قتل وعنف وتدمير وخلاعة على الرغم من أن يومها لم تكن هناك وسائل اعلام كاليوم ولكن في الماضي كانوا يقتلوننا بسلاح العدو أما اليوم فنحن ندمّر أنفسنا وندمّر أولادنا بسلاح الاعلام وهذا هو الواقع الحقيقي".