01 تشرين الأول 2014, 21:00
كلمة السيد عبد الهادي محفوظ بمناسبة افتتاح فضائية مريم
أطلقت قناة "مريم"، فضائية جديدة من تيلي لوميار ونورسات مساء 1 تشرين الأول 2014 على مسرح مدرسة الحكمة- الجديدة وذلك تزامنًا مع عيد القديسة تريزا الطفل يسوع وبداية شهر الوردية. هذه الفضائية أتت لتخدم قضية المرأة والمساواة والتبادل بين الرجل والمرأة. خلال حفل الافتتاح، ألقى السيد عبد الهادي محفوظ الرئيس المجلس الوطني للأعلام المرئي والمسموع كلمة جاء فيها:تشكّل قناة "نور مريم" قيمة مضافة لقطاع المرئي والمسموع اللبناني. فهذه القناة اختارت المرأة موضوعاً لها. وبالتالي فهي قناة متخصّصة إعلامية تربوية تثقيفية ملتزمة ببناء الإنسان وشخصية المرأة وحقوقها والأخذ بيدها عندما تفرض الضرورات.
إختيار إسم القناةفي حدّ ذاتهيحملدلالاتكثيرة. بوركالإسمالذي فيه رحمةاللهوتجسيدتدبيره. إسم يعنيلقاءالأديانفيالله وأن الإنسانهوقيمةفي حدّ ذاتهتضيفإليهالمرأةأبعادجديدةكونهافيأساسالولادة. فالمرأة كما تبغيهاالفتاةتعطيالحياةوتنشدالسلاموتزرعالرجاءوتبعثالنور... وهكذاتشاءمريمأنتكون صوت المرأةتضيء لها طريقهافيالحياةوالمجتمعوتعرّفها على حقوقهاوعلىأنتكونحرّةفي رسم مصيرها وفي صنع قرارهاوصوغمستقبلهاواختياروظيفتهاإستناداً الى المعرفةالحقّةوالإيمانالمطلق وفي إيجادمعادلةالمساواةمعالرجل على قاعدةالقيموالكفاءةوشطبالشعوربالدونيةالناجمعنالثقافةالذكوريةالخاطئةوالمدمّرةلوحدةالمجتمعوإطلاقدينامياته.
قناة مريم هدفها تعزيز ثقافة المجتمع وتزويد المرأة بأدوات المعرفة...وهي ليست للمرأة وحدها. فعندما يكون هدفها حضور المرأة في المجتمع ونيلها لحقوقها فهذا يعني أيضاً أنّها تتوجّه للرجل مخاطبة عقله وعاطفته وواجباته إزاء المجتمع وإزاء مستقبل أولاده وباتّجاه مواطنة حقيقية. وكون القناة ليست تجارية وليست ذات طابع إستهلاكي فهذا يعني أنّها تتموضع في المكان الذي يؤهّلها للترويج الإيجابي للإنفتاحولالسنة العلاقات ولإخراج المرأة من ثقافة السلعة والمتعة والتشيىء الى كونها مؤسسة العائلة ومنشئة الأطفال ومربية المجتمع والعاملة الكفوءة والمثقّفة والكاتبة والشاعرة والفيلسوفة والرسّامة.
أهلاً بقناة جديدة لا طائفية. أثبتت القناة الأم نور LumiereTeleأنّها الحريصة على الإلتزام بالحرّيات الإعلامية من دون تجاوز لضوابط القانون فكانت مثالاً بالترويج لحوار الأديان والإنفتاح والمواضيع البنّاءة والإبتعاد عن الإثارة الطوائفية والسياسية وكل الإثارات على اختلافها وكانت مثالاً أيضاً على الإلتزام بالقيم وتحدّيات الحداثة. والفضل في ذلك ينبغي أن نعترف هو الى الكنيسة بشكل عام ولكن بشكل خاص الى أب متفان متواضع يعمل في الظلّ من دون أدعاء. إنّه الأخ نور الذي جعل الأنا فيه تتماهى في العمل المبدع وتتجلّى في الخلق. ونادراً ما نقع على هذا النوع من البشر. فلنقف له جميعاً ونحييّه ونحيّي معه قناة مريم والمشرفين عليها والعاملين فيها. ونأمل كل نجاح في إداء رسالتها.