قومي يا بيروت!
بيروت فقدت بالأمس نبضها، فشُلّ كلّ الوطن.
شوارعها غرقت بدماء سكّانها، وزُرعت طرقاتها بالزّجاج والحطام. أهلها يبكون، يصرخون، ينادون، خائفون، مذهولون...
كم من أمّ "تولول" باحثة عن أبنائها تحت الرّكام!
كم من عجوز ارتمى أرضًا منتظرًا النّجدة!
كم من ربّ بيت فقد جنى عمره وتاه في الشّوارع يبحث عن فرد من أفراد عائلته!
كم من عائلة باتت بلا مأوى!
كم من مفقود رماه الانفجار بين الحطام أو في البحر!
كم من شابّ وشابّة استشهدوا نتيجة غدر لا ذنب له فيه!
نعم قلب لبنان انفجر وانفجرت معه المشاعر المدفونة منذ سنين! إنفجر وسكبت العيون الدّموع المحبوسة، وكسرت الصّمت الدّفين الّذي يتآكل كلّ لبنانيّين منذ سنين!
قومي يا بيروت، عودي وتربّعي "ستًّا" على الدّنيا، وانثري سلامك على الأرض.
قومي وانفضي عنك هذا الغبار، وأعطِ للتّاريخ درسًا!
قومي بشفاعة قدّيسي لبنانك الغالي، قومي لا تخافي فسيّدة لبنان تنظر إليك، قومي ها هو يسوع الملك بانتظارك، قومي وجدّدي رجاءك، فإنّ الحياة الحياة تولد من رحم الأحزان!