ثقافة ومجتمع
18 تشرين الثاني 2015, 22:00

قصَتنا.. مش متل الافلام!

ميريام الزيناتي
"قصتنا متل قصص الافلام".. عبارة كثيراً ما يتداولها العشاق للتعبير عن مشاعرهم، ففي عالم تغلَب عليه الواقع المرّ أصبحت الأفلام ملاذ المشاهد الأمثل..

فمن منا لم يتشبَه بإحدى شخصيات المسلسلات؟ ومن منا لم يتمنَى أن يعيش قصَة الخيال التي ينقلها عالم السينما؟

الهروب من الواقع والبحث عن بديل "أجمل" بات عادة من عاداتنا اليومية، ولكن الى أي عالم نُنقل؟

شخصيات الافلام التي نتمثَل بها، غالبيتها فاحشة الثراء، تتمتع بمقاييس الجمال كافة، تتابع الموضة بأدق تفاصيلها لتصبح هي مثالاً للموضة!

وحين نقارن بين حياتنا "العادية" وحياة أبطال المسلسلات "الخياليةيصعب علينا الإقتناع بما نمتلك، مع العلم ان معظم الروايات هي من نسج الخيال وبعيدة في أكثر الأحيان عن الواقع، فالجمال بات اصطناعيا، ومصدر الثراء لم يعد العمل الشَاق، والموضة تبتعد يوماً بعد يوم عن تقاليدنا وثقافتنا...

العالم الخيالي إذاً بات مبتذلاً لا يمت بصلة الى طبيعة مجتمعنا.

حتى روايات العشق والغرام التي نشاهدها لم تعد تشبهنا: فارس الاحلام الذي يقع في غرام فلاحة لا نجدها الّا بالمسلسلات، فأمير جيلنا وأميرته شبَان من الطبقة الوسطى يتعاونون لبناء قصر المستقبل.

مسلسلاتنا تفتقر الى جوهر الحب والمحبة، فغالبيتها ترتكز على الطبقات الإجتماعية، وتركَز في الجهة الأولى على الطلاق والخيانة: فهل فقدنا الحب والوفاء؟

من الجميل ان نجد نافذة تنقلنا الى عالم قد يكون افضل من عالمنا، نافذة تبعدنا عن مشاكلنا اليومية، ولكن متى اسودَت هذه النوافذ بغبار السَطحية والسّخافة، هل نأمل برؤية مشرقة؟