ثقافة ومجتمع
24 أيار 2017, 07:30

قصّة اليوم: المُرسَل

عاش الأب هنري، الإيطاليّ الجنسيّة، مُرسًلاً بين قبائل غينية الجديدة مدّة ثلاثين سنة.

 

عندما كان طفلًا في قريته يدرس التعليم المسيحيّ، سألته الرّاهبة المعلّمة: ماذا تريد أن تعمل عندما تصبح رجلًا يا هنري؟،

- سأصبح مُرسًلًا.

- مُرسَل؟ أنت تحلم. فالمرسل يجب أن يدرس اللغة اللاتينيّة واليونانيّة والفلسفة واللاهوت...

- سأدرسها.

- وستجد نفسك في الغابة بين الحيوانات المفترسة...

- لا أخافها.

- ستعاني من البرد والحرّ، وقد يقبض عليك الرجال المتوحشون ويأكلون لحمك...

- لا أهتم.

- مسكين أنت يا هنري. هنالك أمر خطير لم تفكّر به.

- ما هو؟

- لن ترى والدتك أبدًا...

سمع هنري هذه الجملة فصمت، فكّر مليًّا وتمشى في الغرفة أكثر من مرّة، ونظر إلى الرّاهبة وقال بعزم: صحيح، لن أرى والدتي ومع ذلك سأصبح مُرسَلاً.

"كلّ واحد منّا أُعطيَ نصيبه من النّعمة على مقدار هبة المسيح" (اف 4: 7)