ثقافة ومجتمع
27 آذار 2017, 07:05

قصّة اليوم: الحصاة السوداء

قديماً وفي إحدى قرى الهند الصغيرة، كان هناك مزارع غير محظوظ لاقتراضه مبلغًا كبيرًا من المال من أحد مقرضيّ المال في القرية. مقرض المال هذا – وهو عجوز وقبيح – أُعجب بإبنة المزارع الفاتنة، لذا قدّم عرضًا بمقايضة.

 

قال بأنه سيعفي المزارع من القرض إذا زوّجه ابنته. تعجّب المزارع وابنته من هذا العرض. عندئذ اقترح مقرض المال الماكر بأن يدع المزارع وابنته للقدر أن يقرّر هذا الأمر. أخبرهم بأنه سيضع حصاتين واحدة سوداء والأخرى بيضاء في كيس النقود، وعلى الفتاة التقاط إحدى الحصاتين:

إذا التقطت الحصاة السوداء، تصبح زوجته ويتنازل عن قرض أبيها.
 إذا التقطت الحصاة البيضاء، لا تتزوّجه ويتنازل عن قرض أبيها.
 إذا رفضت التقاط أي حصاة، سيسجن والدها.

كان الجميع واقف على ممر مفروش بالحصى في أرض المزارع، وحينما كان النقاش جاريًا انحنى مقرض المال ليلتقط حصاتين. انتبهت الفتاة حادّة البصر أن الرّجل التقط حصاتين سوداوين ووضعهما في الكيس. ثمّ طلب من الفتاة التقاط حصاة من الكيس.
بكل هدؤ وذكاء، أدخلت الفتاة يدها في كيس النقود وسحبت منه حصاة وبدون أن تفتح يدها وتنظر إلى لون الحصاة تعثرت وأسقطت الحصاة من يدها في الممر المملوء بالحصى، وبذلك لا يمكن الجزم بلون الحصاة التي التقطتها الفتاة وقالت: "يا لي من حمقاء، ولكننا نستطيع النظر في الكيس للحصاة الباقية وعندئذ نعرف لون الحصاة التي التقطتها"، وبما أن الحصاة المتبقيّة سوداء، فإنّنا سنفترض أنها التقطت الحصاة البيضاء. وبما أن مقرض المال لن يجرؤ على فضح "عدم أمانته" فإن الفتاة قد غيّرت بما ظهر أنه موقف مستحيل التصرّف به إلى موقف نافع لأبعد الحدود.