ثقافة ومجتمع
21 حزيران 2017, 11:10

قصّة اليوم: الأب السّاهر بصمت

هناك تقليد خاص بالهنود الّذين نزحوا إلى أميركا في أوائل تأسيسها، يقوم على تدريب الشّبّان الصّغار على الشّجاعة.

 

ففي عيد مولده الـ 13، وبعد تدريبه على مهارات الصّيد والقتال، يؤخذ الولد معصوب العينين إلى غابة بعيدة ليؤدّي فيها آخر اختبار للشّجاعة وهزيمة الخوف ...
وبعد حلول الظّلام، تُرفع العصابة عن عينيه، ويترك وحده ليمضي الليلة بأكملها وسط الغابة الموحشة الرهيبة. ليلة مرعبة يقضيها متوقعًا هجوم الحيوانات المفترسة القاتلة والثعابين السّامة والحشرات المميتة...
بعد ليلة تعبر وكأنها دهر، ومع إشراقة الشمس، يكتشف الولد شخصًا واقفًا قريبًا منه، قضى الليلة كلّها معه من دون أن يدري.

هل تعلم من هو هذا الشخص؟ إنّه والده الّذي سهر الليل بطوله يحرس ابنه من الخطر ويدفع عنه كلّ سوء ليتأكد من شجاعته ويقلّده وسام النصر والقوّة، وكلّ هذا من دون أن يراه ابنه أو يشعر بوجوده.

نقضى الحياة بأكملها في مخاوف تحجب عنّا رؤية إلهنا الحنّان الّذي يحرسنا لحظة بلحظة:" أنا الرّبّ حارسها (الرّوح) في كلّ لحظة أسقيها ولئلّا يُساء إليها أحرسُها ليلًا ونهارًا" ( اش 27 : 3).