متفرّقات
25 آب 2016, 10:48

قصة اليوم من سوريا بقلم الاستاذ عبده داود

حدثني المرحوم والدي قصة جرت معه في أربعينات القرن الماضي قال:كنت معلم مدرسة في قرية قريبة ( صدد) من قريتنا ( النبك)كان والدي يذهب الى صدد ويعود الى النبك على دراجة هوائية..

في خريف تلك السنة . كان الشباب في النبك ومن جملتهم أبي يتمرنون من أجل إقامة مسرحية تحت رعاية مدير القضاء واعوان البلد ومدوعين آخرين من المناطق القريبة يبرود وقارة ودير عطية. كان دور أبي في المسرحية قائد في الجيش لكنه جريح في السرير. وكانت الستارة ترفع على ذاك المشهد.

في يوم العرض ذهب والدي كالعادة الى المدرسة ليعلم, ويعود الى بلدته في وقت العصر والمسرحية كان موعدها مساء ذلك اليوم .

عند عودته هبت رياح شديدة عاكسة اتجاه الدراجة مما جعل والدي يبذل مجهوداً غير اعتيادي في قيادة دراجته . ولسوء الحظ انقطع جنزير تدوير العجلة ولم يفلح والدي في تصليحه.

جر والدي الدراجة وأخذ يسرع ويسرع سيراً حتى يصل الى النبك.

رفاقه في المسرح كانوا قلقين جداً من غيابه. وقاعة المسرح غصة بالناس واحتار رفاق والدي ماذا يفعلون. القوا كلمات ترحيبية مرتجلة بالضيوف وأحدهم قدم أغنية...

أخيراً وصل والدي وهو بين الموت والحياة من شدة الركض والتعب ودخل المسرح وارتفعت الستارة وسقط القائد الجريح بجانب السرير اصفر الوجه أنهكه التعب وأنهض نفسه بصعوبة ليجلس على السرير ليلتقط أنفاسه...

هنا علا التصفيق وبشدة لأن الجمهور ظن بان ذاك الممثل يتقن دوره بامتياز ...