كلّاس: كَيْفَ أخافُ المَوْتَ وقد سَبقَتني إليه أُمِّي؟!
"يا حَنَّانَة!
ما عادَ حَائِطُ الدّار
يَتَّسِعُ لِلصُوَر يا أُمّي!
يا أَيْقونةً مرْيَمِيَّة
يا روحَها العاطِر
ونَفْحَةً قُدْسِيَّة
يا كَسيرَةَ القلبِ
ومَنَبعَ الحُبِّ
يا جَبْرَةَ الخاطِر
وبركة الدّار
وخَميرَةَ عمرنا الزاهر!
عُيونُنا
قُلوبُنا
عُقولُنا
آمالنا
أحلامنا
نَبْنيها
بِحَنَانَيْكِ!
عيالُنا
إِخْوتُنا
أخواتُنا
زوجاتُنا
أبناؤنا
بناتُنا
أحفادنا
حفيداتنا
أَصْهَارُنا
كِنانُنا
كُلُّنا
نسكنُ عَيْنَيْكِ!
رِضاكِ أُمّي
يا حنونةَ دَمَّاعة
يا قِدِّيسَةً شَفَّاعة
جِئناكِ في عيدِكِ
نُقَبِّلُ رَفْعَةَ جبينَكِ
نَحتمي بزوايا عرينِكِ
نتبرَّكُ بنَفْرَةِ عروقِ وَجٍهِك
نتقدَّسِ من دَقَّاتِ صَدْرِكِ
وَمِن تجعيداتِ خَدَّيْكِ!
باركينا ( يَمّي ) باركينا!
كُلُّنا نَرْنو إلَيْكِ!
هاتِ يا حَبَّابَةً
قدِّسينا
باركينا
وإمْشَحِينا
بِدَمْعَ مَيْرُونِ عَيْنَيْكِ!
عُذْرَكِ يا حنَّانَة،عُذْراً
إِنْ أَتْعَبْنا قلبَك
وأَثْقَلْنا كاهِلَيْكِ
وسرقنا قَدْرَ أطماعِنا
كُلَّ نورِ مُقْلَتَيْكِ!
كَيْفَ أخافُ المَوْتَ وقد سَبقَتني إليه أُمِّي؟!"