عبدالله من مؤتمر COPEAM : للعمل معًا لتحقيق أهداف مشتركة قيّمة
"أعزّائي الأعضاء،
زملائي الأعزّاء،
السّيدات والسّادة،
مرّ عام على تعييني رئيسًا لـCOPEAM، وذلك في نيسان/ أبريل الماضي في نابولي.
على مدى الأشهر الإثني عشر الماضية، عملت بتصميم على احترام ثقتكم من خلال تكريس نفسي بشكل خاصّ للبحث عن شركاء جدد، بهدف توسيع آفاق COPEAMلتتخطّى منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولإيجاد موارد جديدة حتى لا يثقل كاهل شركائنا خلال هذه الفترة الصّعبة التي يمرّ بها القطاع بأكمله.
وقد أدّت هذه الجهود إلى انضمام أعضاء سمعيّين بصريّين جدد إلى عائلتنا الكبيرة، مثل تيلي لوميار، بالإضافة إلى إقامة شراكات مع مجموعات مهمّة في هذا القطاع، لا تزال قيد الدّراسة حاليًّا. والهدف من ذلك هو تأسيس أوجه تآزر مفيدة للشّبكة بأكملها وتعزيز الحوار والتّعاون مع مناطق أخرى من العالم، مثل منطقة الخليج.
وتتوافق هذه المبادرات بشكل كامل مع اختيار تخصيص هذا المؤتمر للتّعاون الثّقافيّ، باعتباره أداة قويّة للمساهمة في بناء مساحة للتّعايش السّلميّ وللانخراط. ويكتسب هذا الموضوع قيمة خاصّة في سياق تاريخيّ حيث يبدو أنّ الحروب والصّراعات تهيمن على أخبار العالم وتتصدّر أولويّات العلاقات الدّوليّة اليوم.
وفي هذا الإطار، يجب أن نتساءل عن دور الإعلام الذي نمثلّه هنا.
يشكّل ثنائيّ "الإعلام والثّقافة" موضوعًا أساسيًّا للتّفكير في رسالة وسائل الإعلام ووظيفتها في مجتمعنا الحديث، فضلاً عن مكانتها، على المستوى الوطنيّ، في الحفاظ على الثّقافات الأصليّة وعلى الوحدة داخل المجتمعات الّتي تشهد حالة تغيير مستمرّ. وسائل الإعلام مدعوّة اليوم، بطريقة ما، إلى فهم كافّة الفروقات الدّقيقة في العلاقات الاجتماعيّة والسّياسيّة والثّقافية، وفكّ رموزها ونقلها إلى جمهورها، إذا كانت تهدف حقًّا إلى المساهمة في تعزيز التّفاهم بين الثّقافات.
كما تلعب وسائل الإعلام العامّة دورًا رئيسيًّا في المشهد الثّقافي للبلاد. وباعتبارها من المنتجين والمؤجرين والمشترين للمحتوى، فهي تدعم الإبداع. وبفضل وجودها الجغرافيّ الواسع، فهي تقدّم مساهمة أساسيّة في ديناميكيّة الصّناعات الإبداعيّة.
وعلى نطاق أوسع، سواء على المستوى الدّوليّ أو عبر الحدود، تنشأ الحاجة إلى التّعاون بين الثّقافات عندما يقوم أشخاص مثلنا، يتمتّعون برؤى ولغات وعادات مختلفة، بالعمل معًا لتحقيق أهداف مشتركة قيّمة.
ولتحقيق هذه الأهداف، وضعت COPEAM منذ فترة طويلة أسس الثّقة المتبادلة، وبنت تدريجيًّا حوارًا بين المهنيّين وعملت على تعزيزه، ممّا يسمح لنا بالمضيّ قدمًا ومعالجة التّحدّيات الجديدة التي يواجهها قطاعنا بشكل بنّاء.
لطالما كانت قوّة COPEAM ولا تزال في قدرتها على التّغلّب على الحواجز الجغرافيّة والثّقافيّة، مسلّطة الضّوء على تنوّع أعضائها بإسم القيم والأهداف المهنيّة والأخلاقيّة المشتركة."