ثقافة ومجتمع
19 كانون الثاني 2016, 06:36

قصة اليوم : لأنّه أحسن إليه

توفي أهل أحد الشاب غير المسيحيين بالمدينة، وانتهز عمّه الفرصة، فاستولى على كل ممتلكاته، ورفض أن يصرف عليه أو على تعليمه. حاول الشاب معه جاهداً ولكن بلا فائدة، وكاد يتحطّم وهو يرى مستقبله يضيع، وعمّه يعامله بقسوة شديدة، ولا يريد أن يعطيه ولو جزء من حقّه.

وبينما هو في حزنه أشار عليه بعض الناس أن يذهب إلى الأسقف. فذهب إليه يجر خيبة أماله وعندما تقابل معه. حكى له ظروفه ومشاكله، فنادى الأسقف على تلميذه فوزي وقال له: هات سرير من فوق وافرش له غرفة"، وأعطاه ثمانية جنيهات في يده وقال له "كلّما تحتاج لشيء تعال وخذه من المطرانيّة فهي مفتوحة لك" ظل الشاب يتردّد على الأسقف، فيعطيه مرّة خمسة جنيهات، ومرّة ثمانية وأخرى عشرة وكان قد بدأ يحسب جملة المبالغ التي أخذها فوجد أنّها وصلت إلى مائة وستون جنيهاً غير الملابس والقماش. وعندما انتهى هذا الشخص من دراسته، والتحق بعمل مناسب، جاء وتقابل مع الأسقف ليشكره على رعايته له طول هذه الفترة وأراد أن يسدّد جزءاً من المبلغ، فأخرج من جيبه عشرون جنيهاً ليعطيها للأسقف على أن يقسّط باقي المبلغ تباعاً فتضايق الأسقف وقال له "ربّنا هو الذي يعطي الكل أنت ابني وما أنت بحاجةٍ له تأخذه". ومرّت الأيام ومات الأسقف، وفي اليوم الأربعين لوفاته، فوجىء الجميع بشاب غير مسيحي يصرّ أن يتكلّم في ذكرى الوفاة الذي أقامتها المطرانيّة فسمحوا له، وأخذ هذا الشاب يحكي قصّته والدموع تملأ عينيه وكان يقول "عمّي أخذ أرضي والأسقف ربّاني وعلّمني".

أن محبّة المسيح للجميع وبدون تمييز.