ثقافة ومجتمع
08 كانون الثاني 2016, 07:08

قصة اليوم : قبيح الشكل

كثيراً ما سَمِعت الأميرة عن الحاخام يشوع بن قانانيا وحكمته العظيمة، وقد حفظت الكثير من كلماته عن ظهر قلب. إشتاقت أن تراه وتجلس معه وتستمع لكلماته التي لا تُقدّر بثمن. وبالفعل إنطلقت بمركبتها الملوكيّة إلى حيث يقيم الحاخام. لاحظت الأميرة إنّه يسكن في بيت بسيط لا يليق بذاك الذي نال هذه الشهرة العظيمة والتي يشتهي كثير من رجال الدولة أن يسمعوا كلماته ويهتدون بنصائحه وإرشاداته. قرعت الباب وكم كانت مفاجأتها حين رأت إنساناً في نظرها قبيح الشكل يفتح الباب. سألت عن الحاخام فعرفت أنّه هو هذا الذي فتح لها الباب.

صمت طويلاً، وإذ لم تتمالك  نفسها وما يجول في داخلها قالت الأميرة "إنّي أندهش جداً أن أجد هذه الحكمة العظيمة والعجيبة مستودعة في إنسان قبيح الوجه هكذا!" ابتسم ووجّه للأميرة السؤال التالي "أين تخزّنين خمرك؟" أجابت الأميرة "مثل كل البشر في أوان خزفية". هزّ الحاخام رأسه وقال لها "إنّي مندهش أن إبنة الإمبراطور العظيم في غناه وإمكانياته تضع خمرها في أوانٍ من التراب مثل عامة الشعب، كنت أظن أنّك تخزّنين خمرك في أوانٍ ذهبيّة أو فضيّة". فكّرت الأميرة المتشامخة في هذا القول وقالت له "أنك على صواب". وانطلقت بمركبتها إلى القصر الأمبراطوري ودخلت جناحها الخاص وطلبت أوان فضيّة فخمة ووضعت فيها كل ما في مخازنها من خمور. بعد زمان فسدت الخمر، وعرف الأمبراطور بذلك فاستدعى الحاخام يسأله كيف يقدم مشورة كهذه لإبنته أفسدت كل ما لديها من خمورٍ. روى الحاخام للإمبراطور ما جرى بينه وبين الأميرة، وكيف أراد أن يقدّم لها درساً عمليّاً لتدرك أن الحكمة لا يقتنيها من انشغل بالجمال الخارجي والمظاهر الباطلة، بل من ينشغل بجمال أعماقه الداخليّة.