قصة اليوم : على فراش الموت
ولما بلغ الابن أن أمّه في ساعاتها الأخيرة ركض اليها يحوطها بحنانه ليلطّف من عذاب النزاع. فقال لها "الى اللقاء يا أمي! سوف نجتمع هناك بعد الموت. فلا تحزني!"
- ولماذا تقول يا بنيّ "سوف نجتمع هناك"! لا، لن نجتمع أبداً، ولن اتمتع برؤيتك!
- لماذا يا أمي تقولين هذا؟ ألا تؤمنين بالسماء؟!
- بل أؤمن بالسماء يا بنيّ! وأنا ذاهبة إليها بنعمة الله. أما أنت فتعيش كأنك لا تؤمن بالسماء. وهذا ما يجعلني أعتقد أنّك لا تحبّني، ونسيت كل ما احتملته في سبيلك لأعمل منك رجلاً. فأنت لا يهمّك أن تلتقي بي...
وبكت الأم واختنق صوتها وراحت تشهق "لا، لن ألتقي بابني الحبيب...".
فقام ابنها وأخذ يديها بين يديه يطيّب قلبها وهو يبكي "لا تبكي يا أمي! سوف نجتمع معاً في السماء! وها أنا أعدك بأن أعيش من الآن وصاعداً كأحسن ما يكون المسيحي... لا تبكي يا أمي..."
الأمومة هي قبل كل شيء الاهتمام بنفوس الأبناء والسهر على أخلاقهم، وتذكيرهم بوجوب خوف الله، هذا هو الضمان الوحيد لسعادة الدنيا والآخرة.