ثقافة ومجتمع
22 أيلول 2016, 14:00

قصة اليوم: طرق الآب هي دائمًا الأفضل

يُحكى عن ثلاث أشجار في غابة فوق أحد التلال راحت تناقش أحلامها وأمالها، قالت الشجرة الأولى "إنني أتمنى أن أصير يومًا صندوقًا للكنوز، وأمتلئ بالذهب والفضة واللآلئ الثمينة، وأزين بالنقوش ويرى الجميع جمالي".

 

وقالت الشجرة الثانية "يومًا ما أتمنى أن أصير سفينة كبيرة، وأحمل الملوك والملكات فوق المياه وأبحر في كل أركان العالم. ويشعر الجميع في السفينة بالأمان بسبب قوة أخشابي".

وقالت الشجرة الثالثة "أنا أرغب أن أنمو وأصير أكثر الأشجار طولًا واستقامة في كل الغابة، ويراني الناس على قمة التل وينظروا الى أغصاني، ويفكروا في السماوات وفي الله، وكيف أنني قد صرت قريبة منهم. وعندئذ أصير أعظم الأشجار عبر كل السنين ويتذكرني الناس أجمعين ".

بعد بضعة سنوات من تضرعهم بدأت أحلامهم تصير واقعًا، فقد حضر مجموعة من الحطّابين من أجل أن يحصلوا على الأشجار. وعندما جاء أحدهم للشجرة الأولى قال "إنها تبدو شجرة قوية وسأستطيع بيع الخشب لنجار"، وبدأ في قطعها وكانت الشجرة سعيدة، لأنها كانت تعلم أن النجار من الممكن أن يصنع منها صندوقًا للمجوهرات .

وللشجرة الثانية قال أحد الحطّابين "إنها تبدو شجرة قوية، وأنا سأبيعها لمصنع سفن"، فرحت الشجرة الثانية لأنها علمت أنه من الممكن أن تصير سفينة عظيمة .

وعندما جاء الحطّاب للشجرة الثالثة خافت لأنها أدركت أن قطعها يعني أن حلمها لن يرى النور أبدًا، وقال الحطاب "أنا لا أريد شيئًا خاصًا من شجرتي لذلك سآخذ هذه الشجرة"، ثم قام بقطعها. عندما وصلت الشجرة الأولى للنجار، صنع منها مزودًا لطعام الغنم، وضعه في أحدى الحظائر وملؤه بالقش! وطبعًا لم يكن هذا ما قد صلّت من أجله الشجرة .

أما الشجرة الثانية فقد قُطعت وصنع منها قارب صيد صغير. وهكذا انتهى حلمها بأن تصير سفينة عظيمة تحمل الملوك والملكات.

أما الشجرة الثالثة فقد قُطعت الى قطع كبيرة وتركت وحيدة في الظلام .

وتوالت السنين ونسيت الأشجار أحلامها .

ولكن في أحد الأيام، جاء رجل وامرأة للحظيرة، حيث ولدت المرأة طفلًا وضعوه في القش الذي في المزود المصنوع من الشجرة الأولى .

 استطاعت الشجرة أن تحس بأهمية هذا الحدث وأدركت أنها استضافت أعظم كنز عبر جميع الأزمنة.

وبعد بضعة أعوام، دخلت مجموعة من الرجال الى قارب الصيد المصنوع من الشجرة الثانية كان أحدهم متعبًا فذهب لينام. وبينما هم في قلب المياه، إذا بعاصفة كبيرة تهب عليهم وفكّرت الشجرة إنها ليست قوية بالدرجة التي تحفظ الركاب آمنين، ولكن الرجال أيقظوا الرجل النائم، الذي وقف وقال "سلام" فإذا بالعاصفة تسكت في الحال. وفي هذا الوقت أدركت الشجرة الثانية أنها قد حملت ملك الملوك في القارب المصنوع منها .

وأخيرًا، جاء أحدهم وأخذ الشجرة الثالثة. وحُملت في الشوارع بينما الناس يسخرون من الرجل الذي يحملها وعندما توقفوا أخيرًا، سُمّرَ الرجل الذي يحملها ورُفِع عاليًا على قمة الجبل وصارت الشجرة أقرب ما يمكن لله ! لأن يسوع قد صلب عليها.

  والعبرة التى نجدها في هذه القصة، أنه عندما تكون الأمور لا تسير حسب طريقك، تذكّر دائمًا أن الله له خطة لك، إذا ما وضعت ثقتك فيه، وهو سيعطيك عطايا عظيمة. فكل شجرة من الأشجار قد حصلت على ما أرادت، ولكن فقط بطريقة مختلفة عما قد تخيلته.

ونحن لا نعرف دائما ما هي خطط الله من أجلنا، ولكننا نتيقّن أن طرقه ليست مثل طرقنا، ولكنها دائما الأفضل على الإطلاق.