ثقافة ومجتمع
30 كانون الأول 2015, 06:11

قصة اليوم : رئيسي يضايقني

منذ سنوات، روى لي إنسان يقترب من الستين من عمره هذه القصّة. أنا أعمل مدير في شركة وعلاقتي بكل زملائي ممتازة. فنحن نعيش كما في جو عائلي. فجأةً، بدأ رئيسي يضايقني بلا سبب. كان عنيفاً جدّاً معي، وتضايق لأجلي جميع زملائي وحتى المرؤسين لي، إذ تربطني بهم علاقة ودّ، بدأ يضغط أكثر فأكثر، حتى أحسست أنّه لا مفر لي سوى طلب الخروج على المعاش المبكر، خشية أن أصاب بأزمة قلبية أو مرض خطير بسبب الضغط العصبي.

بدأت الفكرة تسيطر عليّ، فقررت أن أذهب إلى شقّة خاصّة بي لأقضي أسبوعين خلوة مع إلهي قبل أن آخذ القرار النهائي. كرّست هذين الأسبوعين للصلاة، وكنت أتمتّع بالكتاب المقدّس في جو هادىء ممتع. نسيت كل مشاكلي ومتاعبي وطلبت مشورة إلهي. وجاء قراري الإستمرار في العمل! مهما فعل، سأحتمله بفرح!

نسيت كل ما فعله بي رئيسي، وانطلقت في أول يوم بعد الإجازة مشتاقاً أن أراه، فقد إتّسع قلبي بالحبّ جدّاً. إلتقيت بزملائي الذين إستقبلوني بحرارة كأحد أفراد الأسرة، ثم قالوا لي "أخبرنا ماذا فعلت برئيسك؟" قلت "لماذا تسألوني هكذا؟" قالوا "اليوم جنازته" بكيت "وشعر الكل أنّي صادق في حبّي له. قلت لهم "صدقوني أنّي أحبّه!" دُهش الجميع، كيف أحبُ من يستخدم كل وسيلة لمضايقتي، ولم يدركوا أن التمييز والصلاة يهبان الإنسان قلباً متّسع بالحبّ، فلا يضيق لأيّة مشكلة!