ثقافة ومجتمع
18 آب 2016, 08:53

قصة اليوم: "تقول لك الخياطة ترفق بالخطأة "

كانت الساعة تقارب الخامسة صباحاً حين قام الأسقف يعقوب في هدوء ليرتدي ملابسه ويستعد للاحتفال بالقداس الالهي، وكان معتاداً أن يرتدي جبة من الخيش كنوع من التقشف وبينما كان يرتديها لاحظ أنها قد تهرأت تماماً.

 

بعد القداس الالهي نادى تلميذه وسأله أن يشتري له الخيش فأحضرها له. جلس الأسقف يفكر كيف يحيكها فهو لم يتعلم الحياكة ولا يعرف كيف يفصّل ثوباً من الخيش. واحتار الأسقف فهو لا يريد أن يعطيها لتلميذه لئلا يعلم بالأمر فتنكشف فضيلته، فجلس حزيناً محتاراً. وكان لهذا الأسقف علاقة قوية بالسيدة العذراء مريم فطلب بقلبه أن تعينه. وفي هذه اللحظة، ظهرت له السيدة العذراء في هيئة بهيّة وأخذت منه الخيش وبدأت في حياكته أمامه ثم انتهت فباركته وصعدت في مشهد سماوي منير. أما الأسقف فظنّ أنه في حلم لكنه نظر جيداً فرأى الجبة أمامه من الخيش. فرح جداً وراح يمجد الرّب ويشكر السيدة العذراء ثم لبس الجبة وهو سعيد ومتهلّل.
وبعد مرور أشهر، جاء الى الأسقف رجل خاطئ، كانت له سمعة سيئة جداً في المدينة، لكن الله حرّك قلبه بالتوبة فأتى الى الأسقف معترفاً بخطيئته، لكن الأسقف اذ رأى خطاياه كثيرة وعظيمة خشي أن يقبله في الكنيسة وأعطاه قانون توبة شديد جداً قبل أن يقبله في الكنيسة فمضي الرجل حزيناً جداً. بينما هو نائم ظهرت له السيدة العذراء في حلم وقالت له "لماذا أنت حزين؟"
اللص: "لقد ذهبت للأسقف وقال لي إن خطاياي عظيمة جداً ويلزمني قانون توبة شديد لا أقدر عليه"
العذراء: "لا تحزن، فقط اذهب اليه غداً وقل له أنني أرسلتك اليه"
اللص: "لن يصدّقني ولن يقبلني"
العذراء: "بل سيقبلك، فقط اذهب"
اللص: "سيقول لي وما الدليل"
وهنا ابتسمت السيدة العذراء وقالت: "قل له "تقول لك الخيّاطة ترفق بالخطأة""، واختفت السيدة العذراء.
أما اللص فقام فرحاً جداً وذهب من الفجر باكراً جداً الى الأسقف وقال له "يا سيدنا، السيدة العذراء ظهرت لي وطلبت مني أن أقول لقداستك أن "الخياطة ترفق بالخطأة".
فما أن سمع الأسقف هذه الكلمة حتى ذهل واحتضن الخاطئ بشدة وقبّله. وهكذا عاش الأسقف عمره كله يترفق بالخطأة.