ثقافة ومجتمع
16 آب 2015, 21:00

قصة اليوم : الشجاعة الحقة

لستَ شجاعاً إن كنت تخاطر بحياتك عن ولدنة، أو قلة فطنة أو في سبيل شهرة كاذبة لا فائدة منها للمجتمع ولا لنفسك. بل الشجاعة الحقة هي في مجابهة الرأي العام حين يهزأ من معتقدك، أو ربّك، أو أخلاقك النبيلة التي جهد أهلك في تدريبك عليها.

كتبت صبية من اليابان : "وقت الغداء، كنت أنزوي في ركن من المصنع لتناول طعامي، حتى لا تَصكّ أذنيّ الاحاديث البذيئة التي تتسلى بها زميلاتي. لكني فهمت أخيراً أن الله يتكل عليّ لأخلّص زميلاتي، فصرت اختلط بهنّ وآكل معهنّ حتى يشعّ بواسطتي نور المسيح وسموّ تعاليم الإنجيل".
وشاب من الكونغو قرّر أن يستقي الماء لأمه يومياً، لأنها أصبحت عاجزة. لكن هذا العمل هو للنساء وليس للرجال. فبقيَ مدة 15 يوماً يتسلّل في الليل الى الساقية حتى لا يراه أحد ويهزأ به. وحدث أن احتاجت أمه الى قليل من الماء في النهار. فما أن استقى لها الماء حتى أصبح موضوع التندّر والسخرية في كل البلدة. فعرض أمره على رفقائه في العمل الكاثوليكي، فشجعو وطلبوا منه أن يجابه الرأي العام غير مهتم بالقيل والقال ويستقي الماء في النهار. والآن كل البلدة تتحدّث عن سموّ عاطفته نحو أمه وعن تواضعه وانسانيته.
هذا هو الرأي العام، وهذه هي سخافته : يخافنا إن جابهناه، لأن سلوكنا توبيخ له وتشهير به. فيحاول بالسخرية أن يجرّنا وراءه. فإن نحن خفناه وجاريناه، رضيَ عنّا وتقوّى بجبانتنا. وإن احتقرناه، فتّش عن فضيلة يمدحها فينا ليخفي انكساره أمام شجاعتنا ويستر قبحه بثوب فضيلتنا.