17 تشرين الثاني 2015, 22:00
قصة اليوم : الزجاج الشفّاف
جلس غني مع نفسه يتساءل: "ماذا أنتفع بكل هذا الغنى وأنا أشعر بفراغ شديد في أعماقي؟ ماذا ينقصني؟ ماذا تطلب نفسي لتستريح؟" ذهب الغني إلى رجل حكيم يشكو له مشاعره الدفينة طالباً مشورة حكيمة.
أخذه الحكيم نحو النافذة، وتطلّع كلاهما من الزجاج نحو السماء. سأل الحكيم الغني: ماذا ترى؟ أرى السماء بزرفتها الجميلة. أنظر إلى الشارع، ماذا ترى؟ أرى أناساً كثيرين. قدّم الحكيم للغني مرآة ثمينة، وسأله: ماذا ترى فيها؟ أجاب: "أرى صورتي". عندئذٍ قال الحكيم: خلال الزجاج الشفّاف الرخيص ترى السماء بجمالها والناس أخوتك، أمّا خلال المرآة الثمينة فلا ترى سوى صورتك، لأنّ لمعان الفضّة يحجب عنك رؤية السماء ببهائها والتطلّع إلى الناس، لتنشغل بصورتك وحدك، وتنحصر في سجن الأنا القاتل للنفس، هذا ما تفعله محبّة الفضّة اللامعة.