ثقافة ومجتمع
28 تموز 2015, 21:00

قصة اليوم : التديّن هو لضعاف العقول

ضجّت روسيا بالمقالات المسهبة عن الزيارة التي يعتزم الجنرال ديغول القيام بها للبلاد. وكانت الصحافة كلها لساناً واحداً يكيل المديح لرجل فرنسا الأول، نظراً لشخصيته الفذّة، وعبقريته في فن الحكم والقيادة. وأي رجل ذاك رفع فرنسا من الحضيض الى قمة الزعامة في العالم، سايسياً واقتصادياً؛ ونهض بالبلاد نهضة جعلتها قبلة الأنظار تتسابق الدول الكبرى الى ربط أواصر الصداقة معها.

وذهب ديغول الى روسيا فهبّت البلاد حكومةً وشعباً تحتفي به الحفاوة الخليقة برجل من طرازه. وجاء يوم الأحد، وإذا برنامج الزيارة لا يفسح مجالاً لحضور القداس. فقال ديغول للزعماء الروس مرافقيه "أنا رجل كاثوليكي، واليوم أحد، فخذوني الى كنيسة كاثوليكية لأقوم بواجباتي الدينية". وغصّت الكنيسة بالمتراكضين لرؤية ديغول يصلي. وما أروعه منظراً حين تقدّم الجنرال الى مائدة المناولة، بوقار وهيبة الجندي البطل، مع بساطة وتواضع المسيحي التقي. وما استطاع الناس أن يكبتوا شعورهم، بل راحوا عند خروجهم من الكنيسة يصرّحون "كذبٌ كل ما يروّجه الشيوعيون من أن الدين هو أصل كل شر وبؤس في الشعب، وإنه لا يهتم به إلا الجهّال وصغار العقول. بل إن الإنسان يستطيع أن يعتبر التديّن أعظم خير وسعادة للبشر، وأن يجاهر بإيمانه المسيحي دون أن يكون ناقص العقل. بل في استطاعة الإنسان المتديّن أن يشغل أعظم منصب في المجتمع، ويسعى للسلام بين البشر على شاكلة العبقري العظيم الجنرال ديغول".