قبّعاتنا مرفوعة.. لـ"ذوي الخوذات الزّرقاء"!
71 عمليّة حفظ سلام في أربع قارّات يتمّمها أكثر من 124000 فرد من شرطة ومدنيّين وعسكريّين من 123 دولة، أفراد يواجهون مرّ التّحدّيّات وأصعبها، تحدّيات سرعان ما تتلاشى أمام إصرارهم وفعاليّتهم.
حماية السّكّان المعرَّضين للخطر رسالتهم ودفع عمليّات السّلام قدمًا هدفهم، فشعار عام 2017 "الاستثمار في السّلام في كلّ أنحاء العالم" خير دليل على مهمّتهم النّبيلة التي يؤمن بها العالم أجمع.
"ذوو الخوذات الزّرقاء" تركوا بصماتهم الخيّرة في السّودان وجمهوريّة أفريقيا الوسطى ومالي وبلدان أخرى كثيرة، إن في مهمّة تلبية طلبات النّجدة والحماية أو في تهدئة العواصف الانتخابيّة ودعم الانتخابات أو في إيجاد حلول للألغام والمتفجّرات ونزع السّلاح، وبهذا تتوسّع جبهة المخاطر التي يتعرّض إليها هؤلاء الذين يسيرون على خطى الإنسانيّة حاملين راية السّلام.
في عصر يعصف بمخاطر أمنيّة وأحداث متسارعة ويغلي على نار الإرهاب التي توقدها الأحقاد والمطامع والمصالح، كم هو العالم بحاجة إلى حفظة السّلام لإخماد لهيب الأزمات؛ فأقباط مصر يستنجدون بهم من تحت رماد الدّمار، أهالي مانشستر وأطفالها يرفعون الصّوت باكين أبناءهم وإخوتهم الضّحايا، أبناء سوريا ينادونهم خلف متاريس الحرب... وها هم "ذوو الخوذات الزّرقاء" يعرّضون أرواحهم للخطر القاتل وينزعون تلك الخوذات عن رؤوسهم فيلبسونها للبلدان التي تناجي السّلام ليحتمي تحت ظلّها جميع المواطنين.