ثقافة ومجتمع
13 كانون الثاني 2017, 06:33

في الغياب الثّامن لمنصور.. أعمالُ الأخوين الرّحباني عالمٌ مركّبٌ بالأصالة

ماريلين صليبي
هو الثّالث عشر من كانون الثّاني/يناير، تاريخ طُبع منذ ثماني سنوات بغياب عمود أساسيّ من عواميد الفنّ اللّبنانيّ، ذكرى لا بدّ أن تنقلها الرّيشة الخجولة إلى الورق والمسامع، فكيف تستمدّ الوحي وما الذي يمكن أن تكتبه هذه الرّيشة عن الكبير الحاضر - الغائب منصور الرّحباني؟

 

وقفت الرّيشة قرب "اللّيل والقنديل" على "دواليب الهوا" فوق "جسر القمر"، وراحت تتأمّل من الأديم العالي تاريخًا صنعه منصور وأخوه عاصي بأنامل فنّيّة أصيلة..

هو تاريخ شهد على "عودة العسكر" من "سفر برلك" "أيّامَ فخر الدّين" إلى "ميس الرّيم" في "صيف 840"؛ تاريخ كانت فيه "ناطورة المفاتيح" "لولو" تنتظر مع "بترا" مجيء "بيّاع الخواتم" إلى "المحطّة" في "الرّبيع السّابع" لترنّم "قصيدة حبّ"؛ تاريخ كانت فيه "المؤامرة مستمرّة" و"المحاكمة" قاسية على "الشخص" من قبل "هالة والملك"؛ تاريخ كانت فيه "بنت الحارس" "سيلينا" تصرخ "صحّ النّوم" مع "ناس من ورق" في "جبال الصّوّان"..

هي أحداث متضاربة لا تمتّ إلى الواقع الفنّيّ والسّيناريو القصصيّ المرسومين من قبل الأخوين الرّحباني بصلة، لكنّها تعكس كوكبًا فريدًا بناه العملاقان بالعظمة والأصالة، هي تعكس تاريخًا مركّبًا وعالمًا خاصًّا يغوص في أحداثه وشخصيّاته كلّ من يعشق اللّحن العذب والكلام البديع فيعيش أفراحه وأحزانه ويسرح في تطوّراته.

بعدما حدّقت الرّيشة مليًّا بالهويّة التي صنعها الأخوين الرّحباني للفنّ اللّبنانيّ، اكتفت بكتابة الآتي: "في ذكرى غياب منصور.. "يعيش يعيش" موسم الفنّ اللّبنانيّ أيّام الأخوين الرّحباني الذي لا يوصَف إلّا بـ"موسم العزّ"! موسم اشتاق إليه الكلام الموسيقى والتّمثيل ولبنان..."