ثقافة ومجتمع
03 آذار 2020, 14:00

فيروس أخطر من الكورونا، ما هو؟

ماريلين صليبي
جميعنا مهموم حاليًّا بمرض اجتاح العالم، بفيروس كورونا، وجميعنا خائف وحائر ومشغول بكيفيّة محاربته والوقاية منه والتّصدّي لعوارضه وآثاره، ولكن، هل فكّر أحدنا بأنّ فيروس كورونا مرض جسديّ عابر والأولويّة تأتي للاهتمام بالأمراض الرّوحيّة القاضية؟ لو تعاملنا ليومٍ مع الخطيئة بالمخافة نفسها التي قابلنا بها فيروس كورونا لكانت حياتنا وحياة من حولنا أفضل!

منذ أن بات فيروس كورونا أساس الأخبار والمخاوف، حتّى انكبّت البشريّة تحاول حماية نفسها، ليس فقط من خلال الوقاية الطّبّيّة، بل من خلال التّنمّر على المرضى، استخدام سياسة نَفيِهم عن الجماعة، التّعامل معهم بفوقيّة وكبرياء وبغض، دحض السّلام والمودّة، والابتعاد عن القبول والانفتاح.

الأكيد أنّه من المهمّ احتواء المرض بكلّ الأساليب الطّبّيّة، ولكنّ النّاس قرّروا الوقاية والشّفاء من هذا المرض الجسديّ عبر التّشبّث بالأمراض الرّوحيّة وعبر الغوص في الخطايا والآثام.

غير أنّ الأمراض الرّوحيّة أخطر بكثير من الأمراض الجسديّة، فلا يجب الخوف ممّا يقتل الجسد، إنّما ممّا يقتل الجسد والنّفس معًا، خصوصًا في هذه الفترة المباركة، في زمن الصّوم، زمن التّوبة والانتصار على الخطيئة، زمن المحبّة والقبول، زمن نفض غبار الإثم والاتّحاد بالبِرّ والصّلاح.

 

ليكن شغلنا الشّاغل إذًا هو الوقاية والابتعاد عن الأمراض الرّوحيّة، لأن بها وحدها يفنى الإنسان، ولنحارب الخطيئة بكلّ الأسلحة الفتّاكة، لنتنعّم بالحياة الأبديّة وفرح الملكوت.